تَبلغ ال"كَان" يومها السّادس وفي البرنامج ثلاث مواجهات ساخنة من منافسات المجموعتين الأولى والثانية. في الإسكندرية، تُطارد نيجيريا فوزها الثاني لتحسم بذلك وثيقة العُبور بصفة مُبكّرة. هذا طبعا ما لم تنتفض غينيا وتخرج بالإنتصار بعد أن كانت قد اكتفت بنقطة مُخيّبة للآمال أمام الوافد الجديد على ال"كَان" وهو مدغشقر. وكانت نيجيريا قد استهلّت السباق بفوز "صغير" على بورندي وهي أيضا من الوجوه الجديدة في المُنافسات الإفريقية. ولم تُقدّم نيجيريا أداءً كبيرا في الجولة الإفتتاحية وكانت قاب قوسين أوأدنى من التعادل وربّما الهزيمة ولولا الهدف الغالي للاعب البديل "أوديون ايغالو". وقد أنقذ "ايغالو" فريقه من فخّ بورندي ونجح أيضا في كسب ثقة مدربه الألماني "روهر" الذي وُفّق في التغييرات وقدّم أيضا درسا كبيرا في الإنتصار للأداء لا الأسماء. وهذا ما تجسّم على أرض الواقع من خلال سحب النّجم "المُخضرم" "جون أوبي ميكال" من التشكيلة بمجرّد أن لاحظ المدرّب أنّه ليس في أفضل الحَالات. ومن جهتها، سقطت غينيا في "كمين" مدغشقر واكتفت بالتعادل ما يفرض عليها التدارك في جولة اليوم أمام نيجيريا في سبيل إنعاش الحظوظ في التأهّل. في القاهرة، سرقت أوغندا الأضواء بعد بدايتها المِثالية في ال"كَان". وقد تنجح اليوم في تحقيق انتصار جديد لتؤكد أن الإطاحة بالكونغوليين ليست ضربة حظ بل هي نتيجة حتمية للعمل المُنجز بقيادة الفرنسي "ديسابر". طُموحات الأوغنديين ستصطدم اليوم بالزمبابوي الجَريح بفعل المُخلّفات السلبية لهزيمة مصر والضّغوطات التي عاشها الفريق بسبب غياب المُستحقات الشيء الذي دفع أبناء المدرب "صانداي تشيدزامبوا" إلى التهديد بمقاطعة ال"كان" قبل تطويق الأزمة في اللّحظات الأخيرة. في القاهرة أيضا تخوض مصر مُواجهتها الثانية في ال"كَان" وسط ترقّب كبير. ومن المعلوم أن صَاحب الأرض والجمهور استهلّ المشوار بفوز "صَغير" على الزمبابوي. أداء فريق المكسيكي "خَافيار أغيري" كان مُتواضعا رغم دعم الجمهور المصري وتواجد النّجم الكبير صلاح في التشكيلة فضلا عن المشاكل التي يُعانيها الزمبابوي. وتبدو مصر في حاجة أكيدة إلى الفوز مع الإقناع في سبيل القضاء على الشك والسيطرة على الوضع خاصة في ظل الجدل الدائر حول المشاكل الجانبية والحديث أساسا عن فضيحة التحرّش التي تورّط فيها بعض لاعبي منتخب "الفراعنة" في سيناريو غريب وقد لا يجد له الأشقاء مثيلا إلاّ في فيلم نور الشريف عندما جسّد دور "الكَابتن" شحاتة اللاّعب المُتألق والذي تعرّض إلى "اغراءات" قال رئيسه في النادي آنذاك إنها قد "تُدمّر" منتخبا بأكمله. مصر ستكون اللّيلة في مواجهة الكونغو الديمقراطية الباحثة عن التدارك بعد "الصَّفعة" القوية التي تلقّتها على يد أوغندا.