فشل منتخبنا الوطني مرة اخرى في تحقيق فوز كان في المتناول واكتفى بنقطة يتيمة في طعم الهزيمة وهو التعادل الثاني على التوالي في مشاركته في "كان" مصر. منتخبنا حاول ردّ الفعل في مباراة الأمس امام مالي وكان الافضل على مستوى احتكار الكرة لكن غابت عنه النجاعة الهجومية في ظل غياب تنشيط هجومي من جهة وفقدان الكرة بسهولة في الامتار الاخيرة امام مرمى المنافس. تعادل مخيّب للآمال ومحبط للتونسيين الذين انتظروا الكثير من "النسور" في هذه النسخة لكن خذلتهم "فلسفة " جيراس وتغييراته العشوائية من جهة وعدم قدرته على التحكم في الاوضاع داخل المنتخب وما تغيير بن مصطفى بمعز حسان الا دليل على ارتباك جيراس في الاختيارات. منتخبنا جمع نقطتين في لقاءين وسيكون مجبرا على الفوز امام موريتانيا وانتظار نتيجة لقاء ماليوانغولا لضمان التأهل دون الحاجة الى الالتجاء الى المركز الثالث في الدور الثاني. بداية جيدة على خلاف المباراة الاولى امام انغولا تمكن منتخبنا من فرض سيطرته على مجريات اللعب منذ الدقائق الاولى خاصة ان التشكيلة شهدت عديد التغييرات، وهدد منتخبنا مرمى الماليين في اكثر من مناسبة. ففي الدقيقة الرابعة نعيم السليتي يتحصل على مخالفة على خط منطقة الجزاء نفذها وهبي الخزري وكرته ترتطم بالعارضة التي حرمت منتخبنا من افتتاح النتيجة، بعدها وفي الدقيقة 7 وعلى اثر افتكاك كرة في منطقة وسط الميدان ووهبي الخزري يسدد من بعيد في محاولة لمغالطة حارس مالي الذي كان متقدما عن مرماه والاخير يحول الكرة الى ركنية. طريقة لعب منتخبنا التي اعتمدت على مساندة الاطراف في الحالة الهجومية وعودة لاعبي الوسط لمساندة الدفاع في الحالة الدفاعية جعل منتخب مالي يعجز عن الخروج من مناطقه الى حدود الدقيقة 13 التي شهدت اول محاولة مالية تذكر. انخفاض النسق بعد ربع ساعة فقط شهدت سيطرة منتخبنا على مجريات اللقاء، تراجع مردود اللاعبين وخاصة على مستوى المساندة الهجومية ذلك ان الحدادي قاد اكثر من هجوم لكنه لم يجد المساندة من لاعب الخط الامامي وخاصة في الدقيقة 18 عندما مرر كرة في مناطق الجزاء لكن لا الخنيسي ولا الخزري كان في المكان المناسب. تراجع منتخبنا على المستوى البدني اعطى الماليين ثقة اكبر وجعلهم يصعدون الى الهجوم ويهددون مرمى معز حسان في اكثر من مناسبة لعل ابرزها المخالفة في الدقيقة 31 ومعز حسان يفلت الكرة من يديه ليتحصل الماليون على ركنية. بعدها قاد "النسور" هجوما معاكسا افتقد الى الدقة والسرعة حيث مرر الخنيسي كرة للحدادي الذي مرر بدوره كرة على طبق للخزري والاخير سدد في اتجاه المرمى رغم انه كان بإمكانه تمرير الكرة للبدري الذي كان في موقع ممتاز للتهديف. وفي الدقائق الاخيرة من الشوط الاول أضاع البدري فرصة ذهبية لافتتاح النتيجة بعد تلقيه كرة في ظهر الدفاع قام بالمراوغة وانفرد بالحارس المالي لكنه لم يحسن استغلال الكرة واصطدم بالحارس مما كلفه الانذار. غياب التنشيط الهجومي في بداية الشوط الثاني انتظرنا بعض التعديلات على مستوى الخط الامامي خاصة مع تراجع مستوى البدري من جهة وغياب التنشيط الهجومي من جهة ثانية غير ان جيراس لم يحرك ساكنا وواصل اعتماد نفس التشكيلة. منتخبنا فرض سيطرته كالعادة على المنافس لكنه افتقد الى اللمسة الاخيرة امام المرمى في المقابل اعتمد الماليون على الهجومات المعاكسة والكرات الطويلة في ظهر دفاعنا مع استغلال القوة البدنية والفنية لموسى ماريغا. هفوة قاتلة لمعز حسّان اقصاء بن مصطفى والتعويل على معز حسان في حراسة المرمى يعتبر سوء تصرف من المدرب وخاصة على مستوى الحفاظ على معنويات اللاعبين، فحارس المنتخب الجديد معز حسان لم يكن افضل من بن مصطفى وقام ببعض الهفوات القاتلة رغم ان الكرة لم تصله الا في مناسبات قليلة تعد على الاصابع. ففي الدقيقة 61 وعلى اثر ركنية نفذها دياري سماسيكو ومعز حسان يصعد للكرة دون ان يتمكن من الامساك بها ويحولها الى الشباك ليمنح الماليين هدف التقدم في النتيجة. نيران صديقة عشر دقائق فقط كانت كافية ليعود "نسور" قرطاج في النتيجة ويعدلوا النتيجة من مخالفة مباشرة في الدقيقة 70 نفذها وهبي الخزري الذي سدد بقوة والكرة تصطدم بالجدار الدفاعي وتغالط الحارس المالي. هدف التعادل اعاد الثقة للاعبي منتخبنا خاصة مع دخول شواط مكان الخنيسي والمساكني مكان البدري وهو ما اعطى الخط الامامي اكثر توازن. بعد هدف التعادل خلنا ان المنتخب سيرد الفعل بقوة ويبحث عن هدف الانتصار لكن المردود تراجع كثيرا مع تواضع مردود اغلب اللاعبين الذين بدى عليهم الارهاق كثيرا، وهي وضعية حاول استغلالها منتخب مالي في اكثر من مناسبة من خلال الهجومات المعاكسة وخاصة عن طريق موسى ماريغا الذي فوت فرصة اولى بالرأس وفرصة ثانية بعد ان انفرد بالحارس معز حسان لكن الاخير انقذ مرماه من هدف محقق لينهي الحكم اللقاء على نتيجة التعادل بهدف لهدف وهو تعادل في طعم الهزيمة لمنتخبنا. تكيلتا الفريقين المنتخب الوطني: معز حسّان - ديلان برون - ياسين مرياح - وجدي كشريدة - اسامة الحدادي - الياس السخيري - غيلان الشعلالي - نعيم السليتي (ايمن بن محمد)- انيس البدري (يوسف المساكني)- وهبي الخزري - ياسين الخنيسي (شواط). منتخب مالي: دجيغي ديارا - هاماري تراوري - مولا واغي - مامادو فوفانا - يوسف كوني - أمادو هيدارا - ديادي ساماسيكو - لاسانا كوليبالي - عبدولاي ديابي - موسى دجينيبو - موسى ماريغا.