سعت نائلة بلحاج الى كتابة مسيرة مهنية استثنائية في الإذاعة والتلفزة التونسيتين... مسيرة جمعت بين الاخذ بأسباب الدراسة الاكاديمية في المجال السياسي والإنتاج والمواكبة للأحداث الوطنية انطلاقا من مجلس النواب... نائلة بلحاج كسبت الرهان بعد ان حصنت نفسها بالتحصيل العلمي الباهر والثري والمتنوع ثم هذا الحضور والثقة بالنفس والبحث بجدية عن فضاءات أرحب أخرى لتحقيق المزيد من احلامها التي لا حدود لها.. ومنها الانخراط في العمل السياسي والإخراج السينمائي. نائلة بلحاج... يبدو ان الاعلام البرلماني قد حدد طريقك؟ ليس الامر كذلك... مواكبة اشغال مجلس النواب هو في صلب عملي التلفزيوني... وهو لم يحدد اهتماماتي الأخرى، فقد اوليت اهتماما كبيرا بالدراسة منذ ذلك التخصص في المجال السينمائي الذي يعتبر أحد طموحاتي. ستقتحمين غمار التمثيل؟ لا... الإخراج السينمائي يستهويني بدرجة كبيرة... وقد حصلت على الاجازة في الإخراج والتأليف السينمائي وكانت أولى تجاربي شريطا قصيرا على امتداد 16 دقيقة بعنوان « الطوق الناعم « بطولة محمد السياري وعائدة فارح.. ويطرح هذا الشريط قضية العنف ضد المرأة. اعتبر هذا العمل السينمائي القصير نقطة البداية لاقتحام المجال السينمائي من أوسع الأبواب هذا يعني ان هناك نية التخصص في الإخراج السينمائي؟ -نعم الإخراج السينمائي يبقى حلمي الكبير الذي سأعمل على تحقيقه وكسب رهانه هناك فيلم طويل في الطريق؟ -نعم... إني ابحث حاليا عن سيناريو فيلم سينمائي طويل وقد انطلقت في الاتصال بعدد من كتاب السيناريو للاتفاق حول هذا المشروع الذي لن ادخر جهدا في تحقيقه. هل هناك واصفات محددة تبحثين عنها في هذا العمل؟ -ان يكون العمل من الواقع وما يعيشه المجتمع التونسي من حراك على أكثر من صعيد... اعشق الاعمال الاجتماعية التي تحمل قصصا واقعية وافكارا واضحة وتستشرف المستقبل. أن تحملي بداخلك هذا الشغف بالسينما... هل يعني هذا ان السياسة لا تغريك وانت من المتابعات لها من خلال مواكبتك اليومية لأشغال مجلس النواب؟ - اعترف ان السياسة تستهويني بدرجة كبيرة... لكن لن اخوض غمارها الان. لماذا ليس الان؟ عندما نتخلص جميعا من « ديقاج» سأكون في الصفوف السياسية الأولى تنخرطين في أحد الأحزاب السياسية الكبرى؟ لا لن أكون تحت أي لافتة سياسية او حزب سياسي تؤسسين حزبا؟ -امارس السياسة مستقلة وبعيدا عن أي أيديولوجية سياسية لماذا شرط التخلص من كلمة « ديقاج» لممارسة السياسة؟ -» ديقاج» أصبحت كلمة فاقدة للمعنى من كثرة تداولها ورفعها في أي مكان وتحت أي لافتة... « ديقاج» اساءت للبلاد التي فقدت هيبتها الى حد ما نايلة بلحاج جمعت في مسيرتها بين الإذاعة والتلفزيون من خلال برامج ذات طابع سياسي بدرجة أولى. كيف تحددين خصوصيات هذه البرامج؟ -اعمل على اعداد وتقديم برنامج « البلاد اليوم» الذي يشارك فيه محمد بوعمود» كرونيكور» الى جانب امينة الزياني وعواطف الشابي وجيهان علوان على امتداد الساعة الأولى اما الساعة الثانية من البرنامج فهي تحت عنوان « وجها لوجه» يتم فيها استضافة شخصية سياسية من الحجم الثقيل للخوض بكل جرأة وصراحة وزدون مجاملة في العديد من القضايا السياسية الحارقة. وماذا عن عملك في مجلس نواب الشعب؟ -يتمثل عملي بمجلس النواب في المواكبة الحينية والمتابعة لمختلف جلساته على امتداد 5 أيام في الأسبوع هذه المواكبة ساهمت بشكل كبير في اثراء معرفك وثقافتك السياسية؟ -فعلا.. هذه المواكبة مكنتني من اكتشاف والوقف عند خفايا العمل السياسي... وانا فخوري بكوني كنت شاهدة ومواكبة لحظات المصادقة على الدستور والعملية الإرهابية الجبانة التي تعرض لها متحف باردو والاحتفالات بعيد الجمهورية والمجلس الأعلى للقضاء وزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون... وغيرها من الاحداث التي رسخت في البال علاوة على مواكبة مناقشة مشاريع القوانين بمختلف تفرعاتها وكيف كان العلاقة مع النواب؟ -علاقة مهنية بحتة على اعتبار انني انتمى للإعلام العمومي الذي بقدر الانفتاح على كل المشارب والتوجهات والأحزاب السياسية من الواجب والضروري المحافظة على نفس المسافة بين كل هذه الأحزاب.. امارس الحياد وأسعى الى تقديم المعلومة من أصحابها دون تدخل وتوجيهه... شعاري في عملي الإعلامي في البرلمان المواكبة النزيهة التي لا محيد عنها هل حدث ان تعرضت الى ضغوط ما؟ -لم يحدث ذلك على اعتبار انني محافظة على نفس المسافة واتعامل مع الجميع على قدم المساواة وهم يعرفون ذلك. المعروف عن نائلة بلحاج انها بدأت مسيرتها في التلفزة مذيعة ربط ثم تطورت التجربة الى الإنتاج التلفزيوني... ماذا بقي في الذاكرة من هذه المسيرة المتنوعة والثرية؟ -ما يمكن الإشارة اليه في هذا المجال ان دراستي الاكاديمية كنات في كلية الحقوق والعلوم السياسية التي تخرجت منها في مجال السياسة وقد سعيت الى تطوير تجربتي والتي سأواصل وسأعمل على اثرائها. «بين الأسطورة والواقع» ماذا تقولين عنه؟ -برنامج تلفزيوني اعتز به كثيرا وهو مصدر فخر على اعتبار خصوصيته التي تبحث الحقائق التاريخية في الاساطير والحكايات الشعبية وذلك بالاعتماد وبالعودة الى مختصين في التاريخ... «بين الأسطورة والواقع» برنامج تلفزيوني خالد في ذاكرتي.