علمت «الشروق» أن فرق الانقاذ التابعة لوحدات البحرية والوحدات التابعة للحماية المدنية قد انتشلت 3 جثث أخرى ليصل عدد قتلى غرق الزورق بعرض سواحل مدينة شط مريم 25 شخصا فيما ظل 39 في عداد المفقودين، الى حدود يوم أمس الثلاثاء في الوقت الذي احبطت فيه الجهات الأمنية بصفاقس عملية «حرقان» حاول تنفيذها 142 شخصا. وقد تمكنت فرق الاغاثة باستعمال وسائل وآليات متطورة مدعومة بطائرة مروحية وخافرة سواحل وطوافة من انقاذ 11 شخصا، عشرة مغاربة وتونسي واحد من مجموع 75 «حارقا» حسب ما أفاد به بعض الناجين ولم يتم العثور على أي أثر للزورق المنكوب الذي انشطر الى شطرين ليغرق بمن فيه بعد ساعة من انطلاقه في الليلة الفاصلة بين السبت والاحد الماضيين. وقد ألقت الفرق الامنية المختصة بنابل القبض على مجموعات من «الحارقين» كانوا بصدد التوجه الى مكان الابحار خلسة في نابل وبلغ عدد أفرادها 200 شخص في الوقت الذي نجح فيه أعوان الامن بتونس من ايقاف 25 شخصا كانوا بدورهم يستعدون للابحار خلسة وتبين بعد الابحاث ان 280 مواطنا مغربيا دخلوا البلاد التونسية بطريقة قانونية ثم اتفقوا مع وسيط ألقي عليه القبض ليلتها، على ربطهم بشبكة مختصة في تهريب «الحارقين» الى ايطاليا. كما تمكنت الجهات الامنية بصفاقس من جهة ثانية فجر أمس الثلاثاء من احباط عملية «حرقان» حاول تنفيذها 142 مواطنا عربيا من دولتين مشرقيتين كانوا يحاولون اعتماد مياهنا الاقليمية كمعبر نحو جنوب اوروبا. وقد أفادت المعلومات الاولية التي حصلت عليها «الشروق» أن 141 من الحارقين هم مواطنوا دولة عربية واحدة وواحد فقط من دولة أخرى، كانوا قد انطلقوا جميعا من قطر عربي مجاور على متن باخرة وصلت المياه الاقليمية التونسية وفي نيّة اصحابها الاتجاه الى اوروبا، الا أن فرق الحرس الوطني تفطنت وحالت دون استكمال رحلة «الحرقان» ل142 شابا عربيا. وقد حاول المبحرون خلسة الفرار الا ان القوات الامنية الحدودية تمكنت من ارغام المهاجرين على ارساء باخرتهم بسواحل صفاقس لتنطلق فرقة الابحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بالجهة في التحقيق معهم حول محاولة هجرتهم غير الشرعية ودخول المياه الاقليمية التونسية دون وجه قانوني. وأكدت مصادر مطلعة ل»الشروق» انه من ضمن 142 مهاجرا تم ايقافهم في العملية في انتظار ترحيلهم الى بلدانهم الاصلية، لم يكن من بينهم ولو تونسي واحد، كما تفيد نفس المصادر ان الرحلة نسقها مواطن من دولة عربية وانه سخّر للغرض مركبا بحريا مقابل مبالغ مالية متفاوتة. وبذلك تكون سواحلنا قد سجلت محاولة 500 شخص التسلل خلسة الى أوروبا، في حيّز ثلاثة أيام فقط، فيما لم يكن من بينهم غير 5 تونسيين لا غير.