فى عام 2014، بيعت النسخة الأولى من عقد زواج بونابرت ووثيقة طلاقه فى مزاد علنى فى باريس مقابل 437500 يورو لصالح أحد مالكى المتاحف. وينص البند الأول من عقد زواج نابليون الأول وماري جوزيف روز، المعروفة باسم جوزفين على أن «لا شيوع للأموال بين الزوجين، والزوجان لن يكون أحدهما مسؤولاً عن ديون الآخر». وتُعتبر العلاقة الرومانسية التي جمعت بين الامبراطور الفرنسي (نابليون) وحبيبته (جوزفين) واحدة من أعظم قصص الحب في التاريخ...فلقد أحب الامبراطور والقائد العسكري المحنك عشيقته بكل صدق، حيث تشهد الرسائل التي كتبها إلى (جوزفين) على ذلك. ولقد كان حلم الحبيبة ان تصبح «الإمبراطورة جوزفين» ! بلى لقد كان هذا هو الحلم الكبير الذى سعت الفتاة المسماة مارى جوزيف روز تاشر دى لا باجيرى، لتحقيقه، وقد حدث بالفعل خلال الفترة من 1804 إلى 1810، حيث صارت إمبراطورة فرنسا وزوجة نابليون بونابرت. من هنا تبدأ الحكاية مر نابليون ببعض المواقف الغرامية الطائشة في سن مبكر وإنتهت بالفشل من مهرجان حصاد الكرز في سن 16(كارولاين) وأيضا أخت زوجة اخيه وابنة اكبر تجار الاقمشة آنذاك وانتهت برفض من والدها وقال :يكفي فردا واحدا من عائلة بونابرت... في ما بعد أصبحت ملكة للسويد وتزوجت من احد أعدائه . وبعد ذلك اتجه نابليون إلى عمله العسكري بكل إرادته وأصبح بطلا ذائع الصيت بعد قمع العصيان الملكي ويشار له بالبنان . وبدأت قصة الحب الخالدة بين نابليون وجوزفين ولقد إختلفت الرويات فإحداها تقول إنه عرفها عن طريق أحد أصدقائه ولها طفلة ورواية أخرى تقول إنها ام لطفلين ذهب أحدهما ليطلب من نابليون الإحتفاظ بسيف والده الذي أُعدم بعد عمليات الشغب وعندما عاد يحكي لأمه عن حسن تعامل نابليون له قررت أن تدعوه إلى العشاء وتقدم له الشكر ومنذ تلك الزيارة لم تنقطع لقاءاتهما المتوالية ..ووقع نابليون في حب جوزفين رغم أنها تكبره ب6 أعوام. حب غامر لم تكن شديدة الجمال ولكن كانت تمتلك الجاذبية الهادئة ..وصوتها عذب وجميل. في عام 1796 تزوجا بعد أن ملأت قلب نابليون حبا.. وإمتلكته بميزان غير عادل من امرأة تملك كل مقومات الحب ونابليون الذي لم يعرفه من قبل ...وغير نابليون إسمها من روز الى جوزفين كما كان يحلو له مناداتها . بعد يوم واحد فقط سافر نابليون لإستلام جيشه في إيطاليا وربما كان يعلم مسبقا فقرر الزواج ولو لساعات بحبيبته جوزفين. وفي الحرب ورغم إنتصاراته كان هناك شيء أقوى يضفي على نابليون الحزن العميق ألا وهو فراق حبيبته وكان يكتب لها أروع الخطابات ورسائله (أعظم رسائل الحب) ولقد بلغ عددها 33 ألفا وكان يبعثها لها ويشكو لها حاله وما وصل اليه من الشوق . ومن أشهر رسائله « لم أمضِ يوما واحدا دون أن أحبكِ، ولا ليلة واحدة دون أن أعانق طيفكِ وما شربت كوبا من الشاي دون أن ألعن العظمة والطموح اللذين اضطراني إلى أن أكون بعيدا عنكِ وعن روحكِ الوثّابة، التي أذاقتني عذوبة الحياة إن اليوم الذي تقولين فيه أن حبكِ لي قد نقص، هو اليوم الذي يكون خاتمة حياتي» . وأخرى من رسائله «وحدها عزيزتي جوزفين تقبع في قلبي، تحتل روحي، تشغل تفكيري . إذا كنت قد ابتعدتُ عنك بسرعة جريان نهر الرون، فلك أعود بسرعة لأراك، إذا كنت أستيقظ ليلا لأعمل، فلك أستعجل عودتي لرفيقة عمري الرقيقة» وكان نابليون بونابرت إذا فرغ من الكتابة مسح ريشته في كم سترته. وفي مقابل ذلك كانت جوزفين مشغولة بالحفلات وحياة الترف بباريس وتوهمت دور البطلة وزوجة نابليون القائد..وبدأ نابليون محاولاته الحنونة في ان تأتي إليه ولكن دون جدوى فأمرها بالسفر حيث هو بإيطاليا وعند عودتها إلى باريس بعد هذه الرحلة استقبلت بحفاوة لم تعهدها إمرأة بفرنسا وتوجا معا كإمبراطور وامبراطورة لفرنسا. غرور جوزفين ولقد دخل الغرور والزهو الى قلب جوزفين واصبحت تبالغ في شراء أزيائها وأثاث المنزل وتدفع أمولا طائلةً للحفلات ولم يكن يعترض حبيبها نابليون وكان يكفيه منها أنها تلك المرأة التي يعشقها ولن يرفض لها طلب . وفي عام 1798 م قام نابليون بحملته ضد مصر وودع جوزفين مرة آخرى .. وتلقى نابليون خطابا من اخيه جوزيف ان جوزفين وقعت في حب شاب وسيم وتنفق أمواله ببذخ وكانت صدمةً عظيمة تلقاها نابليون في غربته..وضحك بسخرية وقال :لقد تحطمت سعادتي ! فلقد كان يرى جوزفين سعادته الأبديه رغم ما حققه من نصر ومركز.. وفي هذا الحال المزري كان يتخبط نابليون عاطفيا فقد كسرته فاتنته جوزفين. وفي تلك الأثناء عرف زوجة ضابط في الجيش تدعى مارغريت وكانت ترتدي قلادة تحمل صورته وتهتم به .. توهم أنها ضمادا لجرح نابليون العميق. ورجع نابليون إلى فرنسا فجأة وكانت جوزفين خارج المنزل وقد أحاط به الاهل والأصدقاء وقدموا له تقريرا بسوء سلوك جوزفين واستهتارها وتمادوا في ذلك وربما اكثر مما يحتمل. وقدمت جوزفين وعلمت بغضب نابليون وطلبت منه العفو والسماح وتوسلت اليه وكانت جادة في توبتها ووعدها له بالإخلاص . ولأن جوزفين كانت تعني له الكثير وحبها يفوق كل هفواتها سامحها إلا ان جرح نابليون من خيانة جوزفين مازال يدمي . وعبثا حاول الهروب من آلامه وتعددت علاقاته مع نساء المجتمع والممثلات وذلك لأن جوزفين لم تنجب له الإبن المنتظر والوريث لامبراطورية ابيه رغم ان لها إبنين من قبل الا ان وريث نابليون لم يأت . وفي تعدد علاقاته وجد من الكونتيسة البولندية ماري الزوجة وأما لابنه الذي سيحمل الجينات الملكية وهي زوجة للرجل السبعيني ولم تتجاوز 18عاما ورغم رفضها الاول مقابلته الا انها رضخت لذلك بعد وعد نابليون لها بان تكون مصلحة بلدها امانة في عنقه ..وتم الزواج وأنجبت له الوريث وأطلق عليه إسم ملك الروم . وبقيت جوزفين هي الحب الاول والاخير لنابليون..ولكنه قرر أن يطلقها وهو مغرم بها الى الأبد ...وكانت الفاجعة قوية جدا ...فلقد هزت جوزفين وسقطت مغشيا عليها ثم رحلت بعد أيام بكبرياء ...ومع سقوطها كثر اعداء نابليون وبدات امبراطوريته تسقط ولقد ودع زوجتة وابنه عام 1814 م ولم يراهما بعد ذلك وغادر الى البا . وعلم نابليون بمرض محبوبته جوزفين بالدفتيرياء ومن ثم وفاتها ..و ذهب الى باريس محاولا استعادة سلطته وليس ذلك فحسب بل ليزور منزل جوزفين ويلقي على روحها نظرة ..وإنخرط في بكاء مرير ...ورحل الى المنفى ونفي بعدها إلى جزيرة سانت هيلينا حيث مات بسرطان المعدة. وقد قيل أنه إغتيل عن طريق طلاء جدران غرفته بالزرنيخ وتسبب ذلك له بقرحة معدية لازمته حتى وفاته ولذلك كان غالبا ما يضع يده داخل سترته فوق معدته. رحل بعد جوزفين وحيدا .. بعدها لا يملأ مكانها في حياته احد ! عفوا ...من يقرأ القصص والحروب الشرسة التي قادها وصراعاته العسكرية السياسية لا يخطر بباله أن نابليون من أعظم عشاق الدنيا وأنبل فرسان الحب وسطر أجمل رسائل الحب الى عشيقته حتى ولو كان في جبة القتال وسط أصوات المدافع. !!