"تونس لم تخسر ولم تنتصر.. لم تترشّح ولم تنسحب.. لم تفرح ولم تحزن". هذه الكلمات المُضحكة - المُبكية لم يأت بها عَباقرة التحليل الذين احتلوا تلفزاتنا وإذاعاتنا وإنّما نطق بها أحد أحباء المنتخب عبر "الفايس بوك". هذه "التدوينة الفايسبوكية" على بساطتها تَختزل كلّ ما يُمكن أن يُقال عن حالة الضّياع التي يعيشها الفريق الوطني على يد السيّد "جيراس" الذي جعل مَصيرنا "مُعلّقا" هُناك في السويس. وكان منتخبنا قد استهلّ ال"كَان" بتعادلين مُوجعين أمام أنغولاومالي وهو ما أغضب التونسيين الذين يُعلّقون آمالا عريضة على هذا الجيل ليمنحنا القليل من الفرح في زمن عزّت فيه الفرحة. البداية كانت "كَارثية" وازدادت الصّورة قتامة في ظلّ الخيارات الغريبة للمدرب الأوّل "ألان جراس" الخاضع حسب الكثيرين لأوامر مدرّب ثان وهو رئيس الجامعة وديع الجريء الذي قال طارق ذياب إنه يُدير شؤون الفريق من المُدرّجات. مُنتخبنا لم "يَخذله" مدرّبه والمساعدون "الصُوريون" فحسب بل "خَانه" أيضا نجومه الورقية وحُرّاسه المُثيرون للسُخرية شأنهم في ذلك شأن المشرف على تدريبهم "سي" حمدي القصراوي الذي أطلّ علينا من مُعسكر "العين السّخنة" ليُعلمنا أنه إطار كبير وليلفت أنظارنا إلى أن فاروق بن مصطفى ومعز حسن هما "ضحيّة" الكرة المُعتمدة في ال"كَان" وقد لا نملك أيّ تعليق على سخافات القصراوي سوى استحضار ما قاله القدماء: "ربّ عذر أقبح من ذنب". الحديث يطول عن "فضيحة" المنتخب في الجولتين الأوليين من ال"كَان" وقد يكون من الأحسن تأجيل الحِساب إلى وقت لاحق خاصّة أن الأماني مازالت مُمكنة. وقد يأتي الفرج والفرح في لقاء الليلة أمام مُوريتانيا التي سيكون من العَار أن تَتطاول علينا وهي "سنة أولى" في ال"كَان". ونَنتظر طبعا ردّة فعل "عنيفة" من منتخبنا على أمل القَطع مع التعادلات واستعادة نَغمة الإنتصارات. وتبدو الفرصة مُناسبة ليستفيق المنتخب الوطني من "غيبوبته" و"يثأر" لإسمه العالي افريقيا وعالميا. وستكون أبواب الترشّح مفتوحة على مصراعيها بحكم أن الفوز على الموريتانيين قد يضمن لنا العُبور على رأس المجموعة شرط أن يتزامن اكتساح زملاء "دياكيتي" مع خسارة مالي أمام أنغولا. وإذا لم نَتمكّن من اقتلاع المركز الأوّل فإنه لا تنازل عن الوصافة حِفظا لماء الوجه وتفاديا للترشّح ضِمن منتخبات المراكز الثالثة وهذا الأمر إن حصل سيكون فضيحة جديدة في تاريخ تونس مهد الشتالي و"عتّوقة" وطارق والعقربي وصاحبة أوّل انتصار للأفارقة في المُونديال. وهذا التاريخ الكبير للمنتخب هو أمانة بين أيدي الجيل الراهن ليُعزّزه بمكاسب اضافية أوعلى الأقل يُحافظ عليه ولا يُشوّهه بمباركة من مُخرّب الكرة التونسية وديع الجريء. خِتاما نقول للاعبي المنتخب إن الشّعب ينتظركم فلا تخذلوه كما فعلتكم في المُونديال بقيادة الدكتور و"السَّمسار". البرنامج منافسات المجموعة (5) (س20) تونس – مُوريتانيا (الحكم الروندي لويس هاكيزيمانا) مالي – أنغولا (الحكم المغربي رضوان جيد) منافسات المجموعة (6) (س17) غينيا بيساو - غانا (الحكم الغَابوني ايريك أطوغو) البينين – الكامرون (الحكم التونسي صادق السالمي) الترتيب المجموعة (5) 1) مالي 4 2) تونس 2 (أفضلية الأهداف المُسجّلة) 3) أنغولا 2 4) موريتانيا 1 المجموعة (6) 1) الكامرون 4 2) غانا 2 - البينين 2 4) غينيا بيساو 1