ما حدث يوم الخميس 20 جوان الماضي في روضة أطفال «الريحان» بأريانة أمر في غاية الخطورة، يستدعي تدخلا عاجلا وضربا حازما على الأيادي العابثة بسلامة أبنائنا. ففي مساء هذا اليوم المذكور وفي حدود الثالثة بعد الزوال اتصلت أم الطفل الضحية بزوجها هاتفيا تعلمه بتعرض ابنهما البالغ من عمر ثلاث سنوات ونصفا إلى حادث داخل الروضة المذكورة. فاتجه الأب إلى عين المكان. حيث تم إعلامه بتعرض ابنه الضحية إلى إصابة سبابة يده اليسرى بواسطة باب غرفة الروضة حسب أقوال مديرة روضة "الريحان" مما تسبب في بتر جزئي (1/6 من الإصبع) وهو ما يتعارض مع المعلومة التي تمت إفادة الزوجة بها بأن ابنها تعرض إلى جرح صغير لا غير «قرضة». الأب تفاجأ من الحالة التي وجد عليها ابنه إذ كانت يداه ملطختين بالدماء وهوفي حالة هيستيرية من الفزع والبكاء.. وقد اكتفت المسؤولة بالروضة المذكورة بلف إصبع الابن في منديل ورقي لمسح الطاولة المعروف ب"Papier essuie-tout" والأسوأ من ذلك أنها قدمت الجزء المبتور من إصبع الابن في منشفة ورقية معروفة ب"Papier serviette" لوالده وقالت مديرة الروضة لوالده المصدوم لهول ما رأى: «خذ هذا الجزء المبتور والأطباء سيقومون برتقه»! بمثل هذا الاستهتار والاستخفاف والتعامل اللاإنساني تعاملت إدارة الروضة المذكورة مع الأب والأم. فلولا ألطاف الله لتطورت الأمور نحو الأسوإ كأن يتعرض الطفل إلى نزيف خارجي جراء الإهمال والاستهتار والتقصير ناهيك أن الروضة المذكورة تفتقد إلى صندوق الإسعاف المضمّن في كراس الشروط كشرط أساسي لمنح رياض الأطفال تراخيص العمل. ويؤكد والدا الضحية أن الروضة المذكورة محاطة بكل سبل الإسعاف من بينها مستشفى محمود الماطري (يبعد عن الروضة بمقدار 5 دقائق) ومحل تمريض (يبعد مسافة دقيقتين فقط عن الروضة) غير أن الروضة المذكورة لم تتصل بأي أحد منهما على الرغم من تسديد العائلة معلوم التأمين المقدر ب 160دينارا والذي تم تسديده على قسطين لضخامة المبلغ. فهل إلى هذه الدرجة يتم التملص من كل رابط إنساني وأخلاقي علما أن العائلة لم يكن لديها نية التشكي بالروضة إن هي قامت بعلاج ابنها.. لكن إدارة الروضة المذكورة واصلت في نهج الإهانة وهاتفت الزوجة لا للاطمئنان على صحة الطفل والاعتراف بما بدر منها من تقصير وإهمال بل لإعلامها بكل صفاقة بأن مثل هذه الحوادث غير مدرجة في معلوم التأمين وذلك بعد أن علمت أن الضحية لم يخضع إلى عملية جراحية. هذه الحادثة الخطيرة تكشف عن مستوى التعامل غير الإنساني والأطماع الربحية التي باتت تحكم مؤسسات يفترض أن تكون راعية للأطفال وتأطير الناشئة. وهي تدفع إلى التساؤل عن كيفية حصول هذه الرياض على تراخيص العمل وعن دور مندوبيات حماية الطفل والإدارات الجهوية للأسرة لفرض مراقبتها على ما يجري من تجاوزات خطيرة في حق الأطفال.