يستقبل أهالي طبرقة خلال الأسبوع القادم عددا من الزوار الايطاليين القادمين من مقاطعة بالي في جنوة لاستحضار تاريخ أجدادهم الذين استقروا في طبرقة لمدة 200 سنة. واشتغلوا في صيد المرجان. تونس «الشروق»: يستقبل ميناء طبرقة عشية الثلاثاء 16 جويلية الجاري عددا من المراكب الشراعية الإيطالية قادمة من ميناء جنوة في شمال إيطاليا يستقلها عدد من السياح الإيطاليين من مقاطعة بالي جاؤوا خصيصا لاستحضار تاريخ المنطقة وثقافتها التي كانت في يوم ما تحت سيطرة أجدادهم الأوائل وتخضع لهيمنة "جمهورية جنوة". وستحتضن مدينة طبرقة بالمناسبة انشطة ثقافية وسياحية عدة تمتد أربعة ايّام. ويشارك فيها الى جانب الزوار الإيطاليين عديد الأطراف المحلية والوطنية . وسيرافق الضيوف الايطاليين ممثل رسمي عن بلدية جنوة المستشار البلدي M. Luca Remuzzi . كما سيحضر الأنشطة والاحتفالات سفير إيطاليا في تونس وعدد من ممثلى منظمات المجتمع المدني ومديري المؤسسات السياحية بالجهة على غرار مدير نزل الميموزا السيد عمر البحري ومدير اقامة «Discovery Aïn-Draham» والسيد عبدالرحمان عزيزي والمدير العام لمؤسسة l'Institut Sylvo Pastoral de Tabarka السيد لمجد التومي. ويضم برنامج الاحتفالات- الذي سينطلق عشية الثلاثاء 16 جويلية بعرض فنون شعبية محلية وجهوية- عرضا موسيقيا ومعرضا للصناعات والمنتوجات التقليدية وزيارات ميدانية الى ابرز المعالم السياحية والثقافية بالجهة. وتأتي هذه الزيارة في اطار تظاهرة "طريق المرجان" التي انطلقت منذ سنوات. وتحولت الى تقليد سنوي يحتفل به أهالي جنوة وطبرقة في كل صيف في محاولة لإعادة ربط الصلة بين الشعبين اللذين تعايشا اكثر من 200 سنة منذ مقدم الايطاليين الى طبرقة في القرن السادس عشر. اذ بين 1540 و1741 خضعت مدينة طبرقة إلى هيمنة "جمهورية جنوة". وحكمتها عائلة "لوميليني" الإيطالية الثرية، التي عرفت بالتجارة. وكان أشهر ما أنجزته هذه العائلة هو الحصن الضخم فوق جزيرة صغيرة قرب المدينة . ويعود تاريخ الايطاليين في الحقيقة مع مدينة طبرقةوتونس عموما الى العصر الروماني عندما كانت المراكب الرومانية تحمّل عبر ميناء طبرقة الفلين والرخام والحبوب . كما عرفت تونس في أوائل القرن العشرين هجرة او نزوح اكثر من 100 آلف إيطالي الى أراضيها عملوا في الفلاحة والمناجم والبناء خصوصا حتى ان بناء مدينة تونس الحديثة او ما يعبر عنها بالمدينة الكولونيالية يعود لهم بدرجة أولى. وهناك معالم معمارية كثيرة وسط المدينة تحمل امضاءهم.