نجح المنتخب الوطني في سحق مدغشقر وانطلق في التحضير للمُواجهة الكبيرة التي تنتظره يوم غد أمام السينغال في نطاق الدّور نصف النهائي لكأس افريقيا. استعدادات المنتخب لهذه القمّة الثقيلة تدور في أجواء مُمتازة بما أن أبناء «جيراس» استعادوا الثّقة في امكاناتهم بعد أن كاد الشك يعصف بأحلامهم. دعم حكومي بلغ المنتخب الوطني المربّع الذهبي لكأس افريقيا وهو مكسب كبير ولم نعرف له طعما منذ دورة 2004. وفي ظل ارتفاع سقف الطموحات أخذت الدولة التونسية على عاتقها مسؤولية دعم الجهود المبذولة لدفع المنتخب نحو «الفِينال» ولِمَ لا المراهنة على اللّقب. وفي هذا السّياق أعلنت الحكومة بالتنسيق مع الجامعة التونسية لكرة القدم أنه تقرّر فتح جسر جوي بين تونس والقاهرة والتقى للغرض رئيس الحكومة يوسف الشاهد بسفير مصر . وسيسمح هذا الإجراء بتنقل 4 طائرات مُحمّلة ب 700 من أنصار الفريق الوطني. ومن المُنتظر أن يتحوّل أحباء المنتخب إلى مصر في ظروف طيّبة في ظل التسهيلات المُقدّمة لهم وذلك بعد التنسيق بين مُختلف الجهات الفَاعلة والحديث أساسا عن حكومة يوسف الشّاهد والجامعة والخُطوط التونسية وسفارتي البلدين الشّقيقين. أمنية معقولة رحّب الجميع بالمبادرة الخاصة بإرسال «تعزيزات جماهيرية» لدعم المنتخب في صراعه المُثير أمام السينغال. ويأمل المتابعون في الوقت نفسه أن تشمل الرحلات المُنتظرة إلى مصر المحبين «الحقيقيين» لا أن يقتصر الأمر على عائلات الوجهاء والمُقرّبين من رئيس الجامعة وهو مشهد عِشناه على هَامش مُونديال روسيا 2018. وفي سياق مُتصل بالحضور التونسي نطرح نقطة أخرى ربّما غابت عن أذهان مسؤولينا وهي التفكير في دعوة بعض نجومنا السابقين والمعروفين تماما كما فعلت عدة منتخبات افريقية مُشاركة في «كان» مصر. ونستحضر على سبيل الذّكر لا الحَصر نيجيريا والكامرون في شخص «نوانكو كانو» و»صامويل ايتو». والحقيقة أن الرياضيين يعرفون «عتّوقة» وطارق والشتالي وبية والمحجوبي وليمام والجزيري... ويجهلون أشخاصا مثل الجريء وبن عمران وعبيد وبقية الأسماء المُشرفة على المنتخب. نقطة أخيرة نُعرّج عليها في موضوع الطائرات وهي التنبيه إلى أهمية تفادي الركوب على الحدث كما فعلت عدة جهات سياسية ورياضية وحتى إعلامية.. واللّبيب من الإشارة يفهم. مُساندة ليبية كشفت النسخة الحالية من كأس افريقيا عن التضامن الكبير بين الشعوب المغاربية والعربية عُموما (مع بعض الاستثناءات التي اختارت «التَنبير» على بعضها البعض لعدة أسباب يطول شرحها). وبالتوازي مع الوحدة الصّماء بين الجماهير التونسية والجزائرية ظهر الطّرف اللّيبي في الصّورة ليؤكد أنه من أكبر المُساندين لمنتخبنا الوطني. وقد تجسّم هذا الأمر على أرض الواقع من خلال زيارة المُجاملة التي قام بها رئيس الإتحاد الليبي عبد الحكيم الشلماني لمقر اقامة المنتخب التونسي في مصر. صَفعة قوية وجّه المنتخب «صَفعة» قوية لرئيس ال»كاف» أحمد أحمد. وقد أظهرت الصّور التلفزية أن المسؤول الملغاشي كان تحت تأثير الصّدمة وهو يُتابع سُقوط منتخب بلاده على يد تونس التي حَاول أحمد أحمد تَشويه صُورتها وتأكيد هَشاشتها الأمنية على هامش لقاء رابطة الأبطال بين الترجي والوداد في رادس. استفزازات بمجرّد أن تأكد السينغاليون من مُواجهة تونس في المربّع الذهبي ظهرت الخطابات الاستفزازية. ومن الواضح أن «حرب» التصريحات سيتزعّمها النجم السابق للكرة السّينغالية والافريقية «الحَاج ضيوف» الذي يُرشّح السينغال والجزائر للمُرور إلى «الفينال» مُعتبرا أن مَهمّة منتخب بلاده تبدو «سهلة» أمام تونس وربّما لولا بعض الحياء لقال إنّنا «حربوشة» سهلة الابتلاع. ولاشك في أن خطاب الحاج ضيوف يهدف إلى هزّ ثقة منتخبنا في مُؤهلاته ومن المؤكد أيضا أن «الحاج» لم ينس بعد «الصّفعة» التي تلقاها جيله على يد تونس في «كان» 2004 بفضل الهدف التاريخي لجوهر المناري (الدّور ربع النهائي). «جيراس» حقّق أهدافه؟ اتّفقت الجامعة مع المدرب الفرنسي «ألان جيراس» على بلوغ المربع الذهبي لكأس افريقيا. وقد أنجز الرجل الهدف المنشود لكن لا نعرف إن كان هذا المكسب سيشفع له بالبقاء خاصّة أن الكثيرين يعتبرون أنه يشكّل نقطة الضّعف الأكبر في منتخبنا الوطني. أحزان في غمرة الفرحة التي اكتسحت مُعسكر المنتخب تلقى زميلنا العزيز والمصوّر الفوتوغرافي للجامعة مُختار هميمة نبدأ وفاة شقيقته. وبهذه المناسبة الأليمة نتقدّم ل «آل هميمة» بأحرّ التعازي راجين أن يُسكن الله الفقيدة فراديس جِنانه.