مثل صيف 1968 ثالث زيارة فنية للمطربة الخالدة شهرزاد الى تونس، بعد صيف 1956 وربيع 1964 حطت شهرزاد الرحال بتونس لتكتب صفحة طربية خالدة مع الجمهور. جاءت شهرزاد للمرة الثالثة الى تونس وفي جرابها أحدث أغانيها التي لحّنها لها الملحن الكبير رياض السمباطي «يا ناسيني» أغنية عززت بها رصيدها من الأغاني التي صنعت مجدها الفني «أحب اسمك»، «اديني من وقتك ساعة»، «أفكر فيه وينساني»، «يا ناسيني» أكدت من خلالها شهرزاد أنها لم تكن مجرد مطربة مرت في تاريخ الأغنية المصرية والعربية بل هي واحدة من أجمل الأصوات وصاحبة حنجرة منفردة.. حنجرة قال عنها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب «إنها عمق مصر وتاريخها وحضارتها». بدأت شهرزاد رحلتها مع الغناء سنة 1952 مع الملحن رياض السمباطي كما تعاونت مع عدد كبير من الملحنين منهم كمال الطويل وبليغ حمدي ومحمد الموجي وسيد مكاوي ومحمود الشريف ومنير مراد وحلمي بكر ومحمد سلطان. ولأغنية «يا ناسيني» التي أطلقتها شهرزاد من تونس صيف 1968 حكاية حيث التقت أمير النغم العربي رياض السمباطي قبل احترافها الغناء وشدت أمامه لأول مرة لحنه لأم كلثوم «النوم يداعب عيون حبيبي» انجذب لصوتها النقي والقوي فكانت أول هدية منه اليها وعده لها بأن يقدم لها لحنا استثنائيا كانت البداية ب«أول ما جيت في الميعاد» الذي كان جواز مرورها في الإذاعة. وجاءت «يا ناسيني» التي اجتهد وعمل رياض السمباطي على اعداد مقدمتها الموسيقية وتكريما لها جاء الاستوديو وجلس خلفها ليعزف على العود منفردا على امتداد 3 دقائق وهو ما لم يكن من تقاليد رياض حيث لم يسبق له ان عزف وراء أي مطرب بما في ذلك أم كلثوم. شدت شهرزاد ب«يا ناسيني» في تونس صيف 1968 بكل جوارحها وكسبت الرهان في أن تكون هذه الأغنية جواز سفرها الى كل أرجاء الوطن العربي وبسبب «يا ناسيني» هاتف محمد عبد الوهاب شهرزاد عارضا عليها غناء ألحانه هو ايضا وهو ما تم فعلا. في الجانب السينمائي كان لشهرزاد حضور في بعض الأفلام منها «أمير الانتقام» و«زينب» و«الهوى غدّار» و«أمير الدهاء» كما كانت لها مشاركة رئيسية وهامة في أوبيرات «العشرة الطيبة» و«ألف ليلة وليلة». م.أ