تونس/الصباح: سهرة هذا المساء بالمسرح البلدي بالعاصمة ذات مناخ خاص.. هي سهرة الذكريات الطربية الجميلة في زمن عزّ فيه النغم الاصيل.... مدرسة الموسيقى «فنون» بقيادة الاستاذ عبد الرزاق حيحي وفي تنظيم لنادي روتاري تونس ستفتح المدونة العربية لتقدم للجمهور الكبير انغاما وألحانا خلدها التاريخ الغنائي العربي لرواد كتبوا اروع وأرقى وأنبل الصور النغمية.. محمد عبد الوهاب، محمد القصبجي ورياض السمباطي. هم رواد ثلاثة في موسيقاهم رحيق الحياة النقي والصافي.. وفي ألحانهم انغام الحب والكبرياء والصدق.. محمد القصبجي: مجد فني خالد يعتبرمحمد القصبجي علم بارز من اعلام الموسيقى والتلحين بلغ بألحانه الى قمة الابداع وعندما التقت عبقريته بأجمل الاصوات وابدع الحناجر بأم كلثوم سيدة الغناء العربي اقترن الاسمان وحلقا في سماء المجد الفني. لقد بلغ مجموع ما لحنه محمد القصبجي على امتداد حياته 1265 اغنية كانت أكثرها على كل لسان وفي كل قلب، لقد تغنت بألحانه عديد الاصوات التي خلدتها المدونة الغنائية العربية كمنيرة المهدية وأم كلثوم واسمهان وصالح عبد الحي والشيح سيد الصفتي ولم يقتبس القصبجي من الموسيقى الغربية ولم يقلد أحد في ألحانه، انه نسيج خاص وصاحب مدرسة مستقلة عن سواه انه كان عقيما لم ينجب اولادا ولكنه كان يعتبر ألحانه بمثابة اولاده لانها ستخلده من بعده. محمد عبد الوهاب: رائد التجديد الموسيقي اما محمد عبد الوهاب فاسمه يعني الموسيقى والغناء والطرب.. فهو صاحب موهبة اصيلة قلّما يتكرر مثلها وموسيقيا مجددا يبحث عن الاضافة.. عاش حياته محترما الجذور والشعبية.. قدم على امتداد حياته الحانا كثيرة في انماط موسيقية متنوعة اعطاها من مهجته.. قدم للمتلقي العربي سلسلة من القصائد العذبة لأعظم الشعراء وتميزت بثراء فني شديد جعلته يتربع على قمة جديدة غير تلك التي اعتلاها في شبابه بألحانه الاولى، انها قمة الاستاذ الناضج الذي يمثل الان فن وتراث امة وليس مجرد انتاج فردي وقد اعلت كثيرا من منزلته ومكانة فنة في الوطن العربي قدم عبد الوهاب تلك القصائد المتميزة عبر الثلاثينات والاربعينات والخمسينات منها لست ادري (ايليا ابو ماضي) كليوباترا (علي محمد طه) الكرنك (احمد فتحي) الجندول (علي محمد طه) دمشق (احمد شوقي) همسة جائزة (عزيز اباظة) دعاء الشرق والنهر الخالد (محمود حسن اسماعيل).. والخلاصة ان محمد عبد الوهاب على امتداد حياته الفنية قدم اعمالا لها شخصيتها الخاصة وشديدة الحضور متسامية وراقية. رياض السمباطي: اسلوب لحني خاص في بيئة فنية موسيقية وفي مناخ طربي عربي اصيل لمع نجم تألق بسرعة البرق في سماء الفن واحتل مكانة بارزة في اجواء الموسيقى العربية الاصيلة وبرز في العزف وهيمن على اعلى المستويات في ميدان التلحين هو رياض السمباطي صاحب الصوت الرخيم والعود الصادح واللحن المميز وليست هذه المزايا الفنية بغريبة على رياض لقد تغلغل الفن في بيته ومسكنه اذ كان ابوه مطربا لامعا.. سار في بداية الطريق الفني على نهج مدرسة محمد القصبجي ولكنه سرعان ما عمل على تطوير اسلوبه الخاص المحكم الجمل المعتمد على الجملة الشرقية الرصينة ذات القفلة الكاملة. ويمكن التأكيد ان رياض السمباطي لعب دوره الفني الكامل في الموسيقى انه موهبة السماء.. فهو من افضل وأنظف عازفي العود والمغنين في العالم العربي.. وجملته الموسيقية مميزة ولها خصوصية مما اهله ليكون عملاقا في التقاسيم وحتى في الجمل اللحنية ضمن اغانيه لام كلثوم وشهرزاد وصالح عبد الحي وغيرهم كثير.