أحبطت الفنانة السورية ميادة الحناوي في سهرة فنية خاصة بمهرجان الحمامات الدولي كل من راهن على فشلها في كسب الرهان وهي الغائبة عن الساحة الغنائية العربية منذ أكثر من عشر سنوات. كان ذلك في صيف 2016، حيث اختارت الهيئة المديرة لمهرجان الحمامات الدولي في تلك الدورة (52) المراهنة على الصوت الشامي الرومانسي والأنيق ميادة الحناوي من خلال سهرة فنية خاصة بهذا المهرجان. لم تخيّب ميادة الحناوي الآمال ووقفت على ركح مهرجان الحمامات طيلة ساعتين برقّتها وأناقتها وإطلالتها المعهودة وحلّقت بعشاق الطرب الأصيل الى زمن الجمال والإبداع الراقي. بين الكلمات الرائعة والألحان الشجية بين بليغ حمدي ومحمد الموجي ورياض السمباطي تغنّت ميادة الحناوي رفقة عناصر الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد الأسود. شدّت ميادة الحناوي بروائعها الخالدة التي صنعت مجدها الفني: أنا بعشقك، حبّينا وتحبّينا، وغيرها من العناوين التي طلبها الجمهور في تلك السهرة منذ سنتين مؤكدة من خلال ذلك أنها الصوت الطربي الشجي الذي لا يرتوي المتلقّي منه. وميادة الحناوي من مواليد مدينة حلب الشهباء لقبت بمطربة الجبل وصنّفت في الصف الأول من بين المطربات العرب حيث غنّت في صغرها وأعاد اكتشافها الموسيقار محمد عبد الوهاب عندما استمع الى صوتها في إحدى سهراته بمصيف بلودان بسوريا. تعاملت ميادة الحناوي مع كبار الملحنين في مصر لتأثيث مسيرتها الفنية ذات الطابع الاستثنائي فكان محمد الموجي الذي أطلقت معه أولى أغانيها مما أغضب الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي سحب منها أغنية «في يوم وليلة» لتذهب الى وردة. وتعاملت أيضا مع العباقرة محمد سلطان وحلمي بكر ولكن انطلاقتها الكبرى مع الموسيقار بليغ حمدي التي غنّت له «أنا بعشقك» و«الحب اللّي كان» و«أنا أعمل إيه» و«سيدي أنا» وغيرها من أروع الأغاني التي حقّقت لها انتشارا كبيرا بالعالم العربي... وكان «عندي كلام» آخر لحن يقدمه لها بليغ حمدي قبل التحاقه بالرفيق الأعلى. وفي 2005 ظهرت في مهرجان قرطاج قبل أن توقف نشاطها الفني الي حدود 2016 حيث عادت الى المهرجانات العربية من خلال مهرجان الحمامات الدولي.