أعلن المنصف خماخم عن استقالته من رئاسة «السي .آس .آس» دون سَابق إنذار. وقد خلّف هذا القرار جُملة من النّقاط الإستفهامية في صفاقس خاصّة أن أسباب الإنسحاب «غامضة». كما أن نبأ الرحيل جاء في توقيت دقيق بحكم أن الفريق يستعدّ لرهان كبير وهو نهائي الكأس وذلك في 17 أوت القادم. كلّ هذه المُعطيات تدفعنا لمُحاورة «الرئيس المُتخلي» للنادي الصّفاقسي لشرح أسباب الإستقالة التي يرفضها البعض ويُرحّب بها البعض الآخر ولكلّ طرف حُجّته ورُؤيته لهذا الملف الشائك والذي سيشغل النّاس في عاصمة الجنوب. في البداية هل أن استقالتك نِهائية أم مجرّد فَرقعة إعلامية خاصّة أنّنا تعوّدنا على مِثل هذه «التَهديدات» من رؤساء الجمعيات؟ مِثل هذه القرارات المَصيرية لا تحتمل المزاح وقد اتّخذت هذا الإجراء الصّعب عن قَناعة تامّة ولا نِيّة لي بالتَراجع عنه. هذا مع فائق الإحترام والتقدير لكلّ الجهات التي أعلنت عن تضامنها التامّ مع شخصي. وقد طالب هؤلاء بالتراجع عن الرحيل إيمانا منهم بقيمة العمل المُنجز في «السي .آس .آس» وهذه الشهادة تُسعدني لكنّها لن تُثنيني عن الإنسحاب. هل من ايضاحات حول الأسباب الحَقيقية التي دفعتك لرمي المِنديل؟ الأسباب مُتعدّدة وتَتداخل فيها الرياضة بالسّياسة. ولم يَعد خَافيا على أحد أنّنا نُواجه ضُغوطات رهيبة من جهات معلومة (فيها أطراف من ميدان السياسة وأخرى من مجال الرياضة). أما حجّتهم فإنها تتمثل في تأخّر الجمعية في الصّعود على منصّات التَتويج. ويَتناسى هؤلاء أنّنا لا نملك عصا سحرية وإنما نُنفّذ «مشروعا» سيجني الفريق ثِماره في آجال معقولة. وقد أقنعت نفسي في بداية الأمر بأن مِثل هذه الانتقادات والحَملات جُزء لا يتجزأ من اللّعبة. وحاولت جاهدا مُسايرة الأوضاع إيمانا مني بحقّ الاختلاف في الأفكار وحتى في طرق التَقييم للعمل المُنجز وهو بشهادة الكثيرين كبير ويُنبىء بمُستقبل زاهر في الطيّب المهيري. وتحمّلت سهام النقد ليقيني بأن إدارتي نجحت في بناء فريق واعد وسيبدأ في جني الثّمار في الفترة القادمة. لكن الضُغوطات زادت عن حَدّها وانتقل أصحابها من طور التشكيك إلى «تطييح القدر» ما دفعني إلى إعلان الانسحاب حفاظا على كرامتي وخِدمة لمصلحة «السي .آس .آس». هل فكّرتم في البديل لتفادي المَخاطر التي قد يُنتجها الفراغ الحَاصل على مستوى «الرئاسة»؟ النادي الصّفاقسي فريق كبير ولن يتوقّف على أحد. ولاشك في أن الجمعية ستعثر على الرّجل المُناسب لمُواصلة المَسيرة. ومن جانبي أعتقد أنّني أدّيت الأمانة على أحسن وجه وقد آمنت ب»المشروع الرياضي» الذي جِئت من أجله إلى الطيّب المهيري. ونظن أنّنا وُفّقنا إلى حدّ ما في تحقيق عدّة مكاسب منها التخلّص من الديون الثقيلة التي وجدناها عند تسلّم منصب الرئاسة فضلا عن النجاح في إعادة بناء فريق مُتجانس ويملك كلّ المؤهلات للمُراهنة على الألقاب. وقد تكون كأس تونس نقطة البداية نحو حصاد وفير في صفاقس. ولا نحتاج طبعا إلى التذكير بالحُضور القوي لأبنائنا في المنتخبات الوطنية أوأيضا الإنتدابات الواعدة التي قُمنا بها في الفترة الأخيرة علاوة على اتّفاقنا مع إطار فني من الطراز الرفيع بقياد «نِيبوشا». ما هي تداعيات هذه الإستقالة على الاتّفاقات الحَاصلة مع المدرب «نيبوشا يُوفوفيتش»؟ لقد اتّفقنا مع المدرب الجديد على الالتحاق بالنادي الصفاقسي بمجرّد نهاية التزاماته في العِراق وتحديدا مع فريق الشُرطة. ويستحقّ هذا المدرب تحيّة تقدير بحكم أنه تعهّد بالقدوم إلى صفاقس رغم الإغراءات الكبيرة من الأشقاء الذين يحلمون بتمديد اقامته إيمانا بسِعة امكاناته. ورغم استقالتي من «السي .آس .آس» فإنّنى أتمنّى إتمام هذه الصفقة لأنّ «نيبوشا» هو المدرب الأفضل والأمثل في المرحلة المُقبلة خاصّة في ظلّ طموحاته العريضة وبصمته الواضحة في مختلف المحطّات التي مرّ منها على غرار الفيصلي الأردني والشرطة العراقي... ولن أنكر «ارتباك» المدرب عندما علم بنبأ انسحابي من الرئاسة خاصّة في ظل الإتّفاق الثنائي على كلّ التفاصيل التي تَهمّ عقده مع «السي .آس .آس» والأهداف المنشودة في المرحلة القادمة. والأمل كلّه أن لا تُؤثر مشاكلنا الإدارية في مَسار هذه الصّفقة المُثمرة. هُناك جدل كبير حول مُستقبل بعض النجوم على رأسهم الدولي نسيم هنيد. فما الحِكاية؟ العلاقة التَعاقدية بين «السي .آس .آس» والمدافع الدولي نسيم هنيد واضحة ولا لُبس فيها. ذلك أن اللاعب مُرتبط مع النادي الصفاقسي بعقد ينتهي في 2022 مع وجود بند تسريحي قيمته واحد مليون أورو: أي أكثر من 3 مليارات بالعُملة التونسية. وقد تحدّثت العديد من الجهات عن وصول عرص «فلكي» لإنتداب نسيم هنيد وذهب بعضهم أكثر من ذلك ليؤكدوا أن «السّماسرة» يُفاوضون لاعبنا على هامش مُعسكر المنتخب الوطني وهو ما أثار حفيظتي خاصّة أن مِثل هذه المسائل غير مقبولة بحكم أن هنيد مُطالب بالتركيز التامّ على التزاماته القارية لا التَفاوض مع الجمعيات الراغبة في الظّفر بتوقيعه. ومن الواضح أن هذه الضَجّة من صُنع الوكلاء أمّا من الناحية الرسمية فإنّنا لم نتلق أيّ عرض وبناءً عليه فإن «السي. آس .آس» غير معني بهذه «الألاعيب». في انتظار الحسم في ملف الرئاسة ماذا تقول لجمهور «السي .آس .آس»؟ يعرف الجميع أنّني لم أدّخر لا الجُهد ولا المَال في سبيل نجاح الجمعية التي أتمنّى لها التألّق الدائم... وعاش النادي الصفاقسي.