بغرام كبير يقود خماخم «السي .آس .آس» واثقا بأن الفريق عائد إلى منصّات التتويج آجلا أم عاجلا ودون أن يتنازل «جُوفنتس العرب» عن مواقفه «الجريئة» وتقاليده العريقة في التكوين واللّعب الجَميل. وفي الحوار التالي يتحدّث رئيس «السي .آس .آس» عن واقع فريقه ومُستقبله القريب والبعيد. دون مُقدّمات أيّة نهاية لملف احترازكم على مُشاركة لاعب حمّام الأنف سيف الدين الكنزاري؟ «القضية» مازالت في طور «التحقيق» لذلك فإنّنا لن نخوض في التفاصيل ونؤكد ثقتنا الكبيرة في هياكلنا الرياضية لإنصافنا وتمكيننا من حقنا المشروع وهو الحصول على نقطيين إضافيتين لنصعد بذلك إلى الوصافة ونضمن المشاركة في «الشومبيانزليغ» بدل كأس ال»كاف». وإذا لم نسترجع حقوقنا فإنه لا خيار أمامنا سوى «تدويل» الملف من خلال اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضية ب»لوزان» (التاس) شعارنا في ذلك: ما ضاع حقّ وراءه طالب. بعيدا عن الإحترازات والإثارات التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من بطولتنا ألم يكن بوسع «السي .آس .آس» رفع اللّقب؟ نعم كنّا نراهن بقوّة على لقب البطولة وقد أظهرنا أنّنا نملك كلّ المؤهلات اللاّزمة للصّعود على منصّة التتويج لكن ظهر عَائقان و»تَحالفا» ضدّنا والحديث عن التحكيم والمدرب «رود كرول». ولا أحد يُنكر حجم المظالم التحيكمية التي تعرّضت لها الجمعية. وقد شكّل «كرول» بدره حجر عثرة في طريقنا نحو اللّقب. كيف ذلك؟ بمرور الجولات اكتشفنا «الإفلاس» الكبير لهذا المدرب وأدركنا أنه المتسبّب الأساسي وربّما الوحيد في مرورنا بجانب الحدث سواء في البطولة المحلية أو أيضا في كأس الكنفدرالية. ويُمكن القول إن «كرول» جنى علينا بخياراته الخاطئة ونستحضر في هذا السياق على سبيل الذِّكر لا الحصر عملية ضربة الجزاء المهدورة أمام الترجي حيث أسند مَهمّة التنفيذ للعنصر الخطأ (الحديث عن نسيم هنيد). كما أن أسالبيه التكتيكية أضرّت بالفريق وكبّلت الأقدام التي كان بوسعنا أن نُفجّر طاقاتها ونحقّق بها المستحيل لو توفّر لنا مدرب بمواصفات مُغايرة على غرار الفرنسي «لومار». وأقول هذا الكلام من باب الموضوعية ولمعرفتنا الكبيرة بعالم الكرة وقُدرتنا على التَمييز بين الغثّ والسّمين. لماذا لم تُبادر ب»إقصائه» قبل فوات الأوان؟ لقد اكتشفنا للأسف الشديد محدودية «كرول» منذ دخولنا في سلسلة من التعادلات أمام الملعب التونسي وحمّام الأنف والنجم السّاحلي (الجولات 8 و9 و10). وكنّا أمام حتمية الصّبر عليه لأن القطار يسير وكان من الصعب ايجاد البديل الأمثل في تلك المرحلة المِفصلية من عمر البطولة. والأدهى والأمر أن الأداء لم يرتق إلى المستوى المأمول وهذه الحقيقة الدامغة لم تحجبها الإنتصارات المُسجّلة على المستويين المحلي والدولي. وقد أيقنت شخصيا أن «كرول» صاحب اسم كبير لكنه في الحقيقة مدرب «متواضع» وأظن أنّنا أخطأنا في إعادته إلى صفاقس خاصّة بعد عملية «هُروبه» بتلك الطريقة المعروفة فضلا عن الهفوات الفادحة التي كان قد ارتكبها مع الفريق في منافسات كأس ال»كاف» عام 2013 (زمن لطفي عبد الناظر). ويعرف القاصي والداني أنه كاد أن يحكم على «السي .آس آس» بالخروج بيد فارغة والأخرى ولاشيء فيها لولا تدخل العارفين بالكرة لتعديل الأوتار على هامش مواجهة «مَازمبي» الكونغولي. والحديث قد يطول عن «كرول» وسنكتفي بالقول إنّه أثّر سلبا في مسيرتنا وخرج أكبر مستفيد قياسا ب»الثروة» التي غنمها بين صافس و»باب سويقة» و»باب الجديد» والمنزه (عند تدريب المنتخب). بعد «الانفصال» عن «كرول» استنجدتم ب»مدرب الطوارى» فتحي جبال فهل من تعليق على هذه «الصّفقة الظرفية»؟ نحن لا نضع جبال ضِمن «مدربي الطوارىء» بل نَعتبره واحدا منّا وقد أثبت الرجل كفاءة عالية ونجح في ظرف زمني قياسي في تحرير اللاعبين والعُبور بالفريق إلى «فينال» الكأس بعد مباراة كبيرة أمام الترجي. ويستحق جبال باقة ورود على كلّ المجهودات التي بذلها في سبيل نجاح «السي .آس .آس» ومن أجل صِناعة الفرح في صفاقس التي ينتمي إليها فتحي قَلبا وقالبا. يترقّب الجمهور العريض ل «السي .آس .آس» «المهدي المنتظر» أو»العصفور النادر» بلغة أهل السياسة فهل من تفسيرات بشأن المدرب الجديد (نيبوشا يُوفوفيتش)؟ لقد درسنا ملف هذا المدرب بدقّة كبيرة وتابعنا مسيرته النّاجحة في المنطقة العربية حيث كانت له بصمة واضحة مع الفيصلي الأردني الذي قاده إلى نهائي الكأس العربية عام 2017. وقد اكتسح الرجل النسخة الحالية من البطولة العراقية وذلك على رأس فريق الشرطة (سجّل 66 هدفا ويحتلّ المركز الأوّل بفارق مُريح عن أٌقرب مُلاحقيه). وبالتوازي مع نتائجه المُمتازة يملك «نيبوشا» قُدرات اتصالية كبيرة وطموحات عريضة (من مواليد عام 1974). ومن المُتوقّع أن يحلّ بيننا يوم 7 جويلية مرفوقا بمدربينْ الأوّل سيقوم بوظيفة مزدوجة (مساعد / معد بدني) أمّا العنصر الثاني فإنه سيتولّى الإشراف على حرّاس المرمى. ومن المُتوقّع أيضا أن «يُهدينا» المدرب الجديد مستكشفا للاعبين من الطراز الرفيع. وسيتكفّل هذا الإطار الخبير بالتنقيب عن المواهب الكروية ومن المُؤكد أنه سيفيدنا لإستقطاب أحسن ال»كَوارجية». في سياق الحديث عن الصّفقات تزايد الحديث عن العروض «المُتهاطلة» على مدافع المنتخبين الأوّل والأولمبي نسيم هنيد فهل من ايضاحات في هذا الملف؟ هنيد عنصر واعد ومشروع مدافع كبير مِثله مثل بقية أبنائنا المتألقين على غرار دحمان وعمامو وشوّاط الذي أعلنا عن مساندتنا المُطلقة له على هامش الحملة المُغرضة الذي يتعرّض لها من قبل بعض الجهات المتعصبّة. ونعود إلى موضوع هنيد لنؤكد أنه لم يتلق أي عرض رسمي ونشير في السياق نفسه إلى أنّنا لن نمنعه من الخروج لكن بشرط. ويكمن هذا الشرط في ضرورة توفير ما يقل عن 3 ملايين أورو: أي حوالي 10 مليارات بالعملة التونسية. وأعرف أن الناس سيقولون إن خماخم شخص «مجنون» وإلاّ كيف له أن يُطالب بمثل هذه المبالغ الفَلكية وفي هذا الصّدد أذكّر بأننا فرّطنا بالأمس القريب في خدمات المدافع ياسين مرياح بستة مليارات. ولا يوجد أي سبب يمنعنا من عقد صفقة مُماثلة طالما أن مرياح لا يتفوّق على هنيد في شيء. يعرف القاصي والداني أن جماهير «السي .آس .آس» متعطّشة للبطولات والكؤوس فهل حَدّدتم آجال الصّعود على «البُوديوم»؟ يعلم أهل الدار أنّنا قمنا بعمل جبّار للتخلص من الديون التي ناهزت 7 مليارات. وليس من الهيّن تجاوز الصعوبات المالية وإلغاء قرار المنع من الإنتدابات فضلا عن بناء جمعية تتّقد شبابا وطموحا ولها كلّ المؤهلات للمراهنة على الألقاب المحلية والدولية خلال الأشهر والسنوات القادمة ولن أبالغ في شيء إذا قلت إنّنا انطلقنا في التحضير للمائوية منذ الآن (1928 / 2028). وأؤكد شخصيا أنّنا قطعنا أشواطا عملاقة في عملية البناء ويمكن القول بأعلى صوت إن الجمعية في أتمّ الجاهزية لحصد الألقاب وقد تكون البداية بكأس تونس يوم 17 أوت القادم أمام النّجم. وسنراهن في الموسم المُقبل أيضا على البطولة والكأس وكأس ال»كاف» وربّما أيضا البطولة العربية و»الشُومبيانزليغ» (في انتظار حسم النزاعات القانونية حول المركز الثاني واتّضاح الرؤية بخصوص المشاركات الإقليمية). لقد جئت إلى الطيّب المهيري بحلم كبير وأعرف أنّنا سننجح في تحقيق الأماني بدعم من جمهورنا الغَالي ودون مساعدة الآخرين.