هُناك شبه إجماع على أن المدرب الفرنسي (لا الوطني) "ألان جيراس" كان من النقاط الداكنة بل السوداء في مسيرة المنتخب أثناء مُغامرته الافريقية المُتوقّفة في المربع الذهبي. "جيراس" لم يعبث بالتشكيلة ومراكز اللاعبين فحسب بل أنه أساء إلى المنتخب التونسي من خلال التصرفات "الصِّبيانية" التي أتاها هذا الرجل الواقف على عتبة السبعين والذي كان في وقت ما زميلا ل"بلايتيني" وما أدراك. "جيراس" لم يقتل أحلامنا ويحرق أعصابنا فحسب بل أنه أطلّ علينا ليلة مواجهة السينغال برقصة فلكلورية ولسان حاله يقول إنه لن يتزحزح من مكانه طالما أنه ترشح إلى الدور نصف النهائي وهو الهدف الذي وعد به الجامعة "المُغفّلة" والتي تعوّدت على التضحية بتعويضات كبيرة للتخلص من مدربي المنتخب ("كاسبرجاك" مثلا سيلهف حوالي مليارين بفعل فسخ العقد من جانب واحد). الأمر لم يقتصر على ارتكاب أخطاء مهنية قَاتلة والرقص وسط تفرّج رب البيت وإنّما صدمنا السيد "جيراس" بموقفين آخرين ويستحق عليهما الترحيل بصفة فورية. فقد ظهر الرجل بعد لقاء مالي وهو ملهوف على أخذ قميص أحد اللاعبين دون مُراعاة مشاعر التونسيين الغاضبين يومها على الأداء الهزيل والتعادل المُخيّب للآمال. المشهد نفسه تكرّر بعد لقاء السينغال حيث سابق "جيراس" الريح ليظفر ب"مريول" "ساديو ماني" وظهر الرجل وهو يضحك ملء شدقيه بدل أن "يحزن" و"يبكي" ولو اصطناعا من باب الإحترام للبلد الذي يحتضنه ويدفع له ما لا يقل عن 80 مليونا شهريا ليُتحفنا بتلك العروض الرديئة والخيارات العجيبة. وقد خلّف هذا المشهد الصّادم استياءً عميقا في الشارع الرياضي التونسي المُنادي بطرد هذا المدرب في أقرب الآجال خاصّة بعد أن اكتشف الجميع إفلاسه الفني و"انحرافه" السُلوكي. ونعود لنقول إن العيب ليس في "جيراس" وإنما في سي وديع الذي تعاقد معه وهوعارف بفشله الذريع في مالي والسينغال التي يريد المدرب الفرنسي نصرتها في مواجهتها أمام الجزائر ردا لجميل "ماني" بعد أن أهداه قميصه.. يا للعار.