انسحاب منتخبنا من نهائيات "كان 2019" خلّف حالة من الإحباط ومن المرارة في نفوس التّونسيّين – وحتّى غير التّونسيّين – خاصّة وأنّ زملاء الحارس معز حسن كانوا جديرين بالترشّح إلى الدّور النّهائي لولا بعض الجزئيات الصّغيرة التي أدّت إلى خروجهم منهزمين أمام السّينغال بعد قبولهم لهدف بنيران صديقة كان بالإمكان تفاديه. من اللّقطات التي شدّت انتباه الملاحظين والجماهير الرياضية التي تابعت المباراة وما رافقها من أحداث اهتمام مدرّب المنتخب الوطني التّونسي آلان جيراس بالنّجم السّينغالي ساديو ماني وحرصه على تجاذب الحديث معه قبل انطلاق المباراة عوض التّواجد إلى جانب أبنائه الذين كانوا يستعدّون لمواجهة صعبة وحاسمة. وحسب العديد من أحبّاء المنتخب الوطني التّونسي كان من الأجدر بجيراس أن يكون بجانب اللّاعبين لشحذ هممهم وتقديم آخر النّصائح حتّى يكون حضورهم الذّهني والتّكتيكي في أعلى مستوياته. المدرّب آلان جيراس لم يكتف بهذه اللّقطة التي سبقت انطلاق المباراة بل سمح لنفسه كذلك بترك أبنائه يتجرّعون مرارة الهزيمة والانسحاب ليتوجّه نحو اللّاعب السّينغالي ساديو ماني لتهنئته بانتصار السّينغال على تونس وترشّحها بالتّالي إلى الدّور النّهائي وللتّحادث معه مجدّدا. كما طلب جيراس من ماني تسليمه قميصه في لقطة مشابهة لتلك التي قام بها إثر مباراة الجولة الثّانية من دور المجموعات ضدّ المنتخب المالي عندما توجّه نحو النّجم آداما تراوري للحصول على قميصه. من جهة أخرى لم يبد جيراس خلال النّدوة الصّحفية التي تلت المباراة أيّ تأثّر أو حسرة على الانسحاب بل كانت الابتسامة بادية على محيّاه وحرص على التّعبير عن تمنّياته للمنتخب الوطني السّينغالي بالتّتويج باللّقب. هذه التّصرّفات رأى فيها العديد من أحبّاء المنتخب الوطني التّونسي لامبالاة من المدرّب جيراس بمشاعر التّونسيّين الذين كانوا تحت وطأة الخيبة المرّة. وقد جاءت ردود فعل الجمهور الرياضي في تونس مندّدة بهذه التّصرفات التي أقدم عليها مدرّب "نسور قرطاج" ولا يزال أحبّاء المنتخب يعبّرون عن غضبهم على هذا المدرّب. كما دعا البعض لإقالته والتّعاقد مع مدرّب جديد.