اعترف محافظ البنك المركزي مروان العباسي أن قيمة الأموال في السوق الموازية تبلغ حوالي 15 مليار دينار أي 15 الف مليون دينار. و هو اول اعتراف يؤكد تغول مافيا التهريب .. تونس –الشروق : غير بعيد عن مقر البنك المركزي بجون جوراس بالعاصمة و تحديدا في كل من شارع شارل دي غول وسوق بومنديل و امام الباب الرئيسي للسوق العتيق و امام سيارات الشرطة المنتشرة في هذه الاماكن يتم بيع و شراء العملة الصعبة. و بلغت قيمة المعاملات يوميا ما بين 100 و150 الف اورو اي ما يقارب نصف مليار بالعملة التونسية حسب ما أكده مصدر أمني مسؤول" للشروق " مضيفا أن المؤسسة الامنية حاولت مقاومة مافيا العملة و لكن الى حد الان لم تنجح في التصدي لهذه الآفة الخطيرة لعدة أسباب على غرار تغول المهربين ما بعد الثورة و عربدتهم في ولايات تونس الكبرى و تورط عدد من الامنيين معهم. حيث وفروا لهم حماية جعلتهم يفرون من اي عمليات مداهمة يتم التحضير لها هذا بالإضافة الى تمكنهم من تكوين شبكات هامة في عدد من الوزارات خاصة الحساسة منها . و اضاف ان التونسيين خاصة القادمين من دول أوروبية ساعدوا بدورهم في تغول المهربين و العناصر التابعة لهم. حيث يقومون بتغيير العملة الأجنبية الى المحلية بطرق غير قانونية حتى يتمكنوا من جني بعض المال. و تسببت هذه العمليات غير القانونية في تعرض العشرات منهم للتحيل بعد ان تبين أنهم قاموا بشراء عملة مزيفة خاصة في الاوراق المالية من فئة 50 و 100 و 500 اورو . الأماكن الراقية بالإضافة الى بيع و شراء العملة الصعبة في الاسواق السوداء و في الشوارع في العاصمة تبين ايضا ان جل الصفقات الكبرى تتم في منطقة البحيرة. و يتم تغيير مبالغ مالية ضخمة. حيث يملك كبار المهربين آلات خاصة تمتلكها فقط البنوك في تونس و هو ما يؤكد انهم تحولوا الى مافيا تتحكم في سوق المال بتونس. و رغم ان قانون المالية لسنة 2019 منع الشراء نقدا لبضاعة يبلغ ثمنها أكثر من 5 آلاف دينار مطالبا باعتماد الشيكات و لكن المهربين عثروا بدورهم على بعض الحلول حتى لا يتم الكشف عن تجاوزاتهم على غرار التبادل بالممتلكات عوض دفع الاموال. و رغم أنه تم حجز مبالغ مالية ضخمة كانت ستهرب الى داخل او خارج التراب التونسي و فاقت الى حد الان حوالي 20 مليارا نقدا في فترة قصيرة فإن جل العمليات التي تتم عن طريق العناصر و العصابات التابعة لمافيا التهريب تنجح في ايصال الاموال بالعملة الاجنبية الى الهدف المطلوب منها. كما يتم ايضا استغلال عناصر امنية في تهريب الأموال مقابل نسبة من المبلغ المهرب على غرار حجز 5 مليارات في سيارة عون أمني. و تكرر نفس السيناريو في منطقة بن قردان الحدودية بعد حجز أكثر من 7 مليارات كان سيتولى تهريبها اطار في مؤسسة حساسة. أخطر عمليات تهريب العملة 4 مليارات اورو : تم حجزها في سيارة امني بزغوان مليار و نصف اورو : تم حجزها في سيارة ليبي في بن قردان 2 مليارات اورو : تم حجزها في بن قردان 3 مليارات :تم حجزها في راس الجدير مليار و 200 الف اورو : حجزت لدى أمني في سيارة ليبية