يُودّع المنتخب الوطني اللّيلة كأس افريقيا بغُصّة كبيرة بحكم أن الحلم الإفريقي لم يكن بالأمر المُستحيل لولا الأخطاء الكَاريثية لنجوم الورق و"الغَيبوبة" التامّة للسيّد "جيراس" المُنشغل بجمع القمصان من الخصوم لا بمُطاردة اللّقب الذي نأمل أن يكون من نَصيب جَارنا الجزائري. وقبل مُغادرة مصر يُواجه المنتخب نيجيريا من أجل المركز الثالث وهو رِهان صَغير من الناحية الرياضية لكنّه مُهمّ لترميم المعنويات وإنعاش الخزينة بالمزيد من الدولارات ولوأن فلوس الدّنيا لا تُغنيننا عن اللّقب الغائب عنّا منذ 2004. ونعرف أن الأذهان مُشتّتة والأرجل مُكبّلة بفعل الخَسارة المُؤلمة أمام السينغال في المربّع الذهبي. ولا اختلاف في أن لقطة ضربة الجزاء المُتنازع حولها أثّرت بدورها في معنويات اللاعبين لكن هذا لن يمنع الفريق الوطني من التحامل على أوجاعه وردّ الفِعل ب"عُنف" أمام نيجيريا المُثخنة أيضا بالجراح بعد انهزامها بالهدف القاتل للنّجم الأوّل للجزائر رياض محرز. منتخبنا مُطالب بتفجير كلّ طاقاته ليعود إلى تونس بالميدالية البرونزية وذلك أضعف الإيمان بعد ضَياع الكأس الغالية. ومن المُؤكد أن هذا المكسب الصّغير لن يُعوّضنا عن التاج الإفريقي لكنه قد يخفّف ولو إلى حين الأحزان ويمسح دموع التونسيين "المقهورين" بفعل سَذاجة نُجومهم واستهتار السيّد "جيراس" الذي تفنّن في حَرق أعصابنا عبر "فلسفته" العجيبة وضحكاته المُستفزّة. وتَتضاعف حاجتنا إلى الإنتصار على نيجيريا لإطفاء براكين الغضب التي اجتاحت الأحبّاء كِبارا وصِغارا ونساءً على خلفية تلاعب الحكم الأثيوبي "باملاك تيسيما" بأعصابنا وأحلامنا لحظة الإعلان عن ضربة جزاء لفائدة منتخبنا في لقاء السينغال قبل أن يتراجع عن موقفه بين مُتّهم إيّاه ب"السّرقة" ومُؤيد لقراره. وقد تعدّدت التفسيرات وتكاثرت القراءات دون تهدئة الجماهير التونسية المُتحسّرة على ضياع الحلم والنّاقمة على "منظومة" الملغاشي أحمد أحمد الذي يأبى مُفارقتنا والكفّ عن تنغيص أفراحنا. عُنصر آخر من شأنه أن يُضاعف اصرار اللاعبين على الفوز وهو إثراء أرشيف المنتخب الوطني بالبرونزية التي لم تدخل خزائننا منذ ستينيات القرن الماضي. ولاشك أيضا في أن اللاعبين على يقين بأن الفوز على النيجيريين هو أبسط هدية للشّعب بكلّ فئاته العمرية وشرائحه الاجتماعية. وفي هذا الشعب من ترك أعماله وعائلته ليجوب المدن المصرية نُصرة للراية الوطنية وفي هذا الشعب أيضا من احتلّ المقاهي والفضاءات الرياضية والساحات العمومية ليعيش "الحلم" الذي كانت بداياته بالتعادلات قبل أن نَغرق في الافراح المتبوعة بالأوجاع. وفي الخِتام نقول عاشت تونس رغم الداء والأعداء. البرنامج: كأس افريقيا للأمم (اللّقاء الترتيبي لتحديد صَاحبي المركزين الثّالث والرابع) في القاهرة (س20): تونس - نيجيريا (الحكم المصري جهاد جريشة) مُلاحظة: في صُورة نهاية اللقاء على نتيجة التعادل يقع اللّجوء بصفة مُباشرة إلى ركلات الترجيح