يعرف القاصي والداني أن "جيراس" جاور "بلاتيني" ويُعتبر من طينة اللاعبين ال"كبار" لكنّه لم يحقّق في المقابل نتائج تستحق الذِّكر كمدرب مع الغابون وبصفة خاصّة مع مالي والسينغال وهما من المنتخبات الإفريقية التي تَعجّ بالنجوم. ورغم الشكوك "القاتلة" حول نجاح "جيراس" مع تونس فإنّنا كنّا نراهن على "نجوميته" وعلى الخبرات التي راكمها في برّ افريقيا ليُحدث قفزة نوعية في المنتخب بعد "أزمة" البنزرتي و"فضيحة" معلول في المونديال. الحصيلة العامّة ل"جيراس" في الرسميات والوديات كانت مَرضية لكنّها غير مُطمئنة وقد وقفنا على هذه الحقيقة المُرّة في آخر اختبار ودي أمام بورندي. في تلك المباراة عانت تونس الأمرين لتفوز بهدفين لهدف وذلك رغم مواجهتنا لفريق صاعد ويترشّح لكأس افريقيا للمرّة الأولى في تاريخه. والحقيقة أن الصعوبات التي عشناها أمام بورندي "المغمور" فضحت حجم الثغرات في منتخب "جيراس" الذي أبدع في "التجريب" حتى أنه اختبر 62 لاعبا بالتمام والكمال في أربع مقابلات (اسواتيني – الجزائر – العراق - كرواتيا). وألحّ "جيراس" إصرارا على مواصلة هذه "التجارب" إلى حين انطلاق كأس افريقيا بمواجهة أنغولا التي كان بوسعنا هزمها دون متاعب لولا الفوضى العارمة في خيارات مدربنا الوطني المدعوم بثلاثة فنيين وهم الكنزاري وبن بلقاسم والبوسعيدي. وقد كشفت توجّهات "جيراس" عن التلاعب الحاصل في مراكز اللاعبين ممّا ساهم في تكبيل الأرجل وبث الفوضى في تشكيلة المنتخب وقد تمّ نقل ظهيرنا "الطائر" وجدي كشريدة من الجهة اليمنى إلى وسط الميدان مع إجبار السخيري والشعلالي على تبادل المراكز فضلا عن المراهنة على البدوي صاحب النزعة الدفاعية البحتة في الخانة اليمنى. وينضاف إلى هذه "التجارب" غياب مهاجم صريح بوسعنا أن نُركّز عليه لعبنا و"نخنق" به الخصم مع استثمار "الصّنعة" التي بحوزته لإنهاء الهجمة (كتلك التي أهدرها السليتي في الدقيقة 3 بعد أن وجد نفسه في خطة مهاجم). والأدهى والأمر أن تغييرات "جيراس" لم تكن بدورها في المستوى المأمول بشهادة الفنيين "المُحايدين" طبعا وليس هؤلاء الذين تورّطوا في "القصف" العابر للقارات بهدف تصفيت الحسابات (كما هو الحال بالنسبة إلى نبيل معلول). وبالمُختصر المفيد كان منتخبنا خارج الموضوع في لقاء أنغولا سواء من حيث الأداء والنتيجة وما على مدربنا الوطني إلا أن يراجع حساباته حتى لا ينسف أحلامنا ومن الضروري أيضا أن يتحمّل اللاعبون مسؤولياتهم بدل الإختباء وراء حجج واهية كما فعل "سي" المساكني الذي لم يكتف بتقديم مردود محتشم بل أنه حاول تبرير التعادل بنقص الخبرة في صفوف بعض اللاعبين الجُدد في الفريق الوطني وكنا سنصدق هذا الكلام لو راهنا على "طفل" مثل اللّمطي لا بتشكيلة تضمّ عناصر خبرت الكؤوس الافريقية وخاضت المُونديال فضلا عن تجاربها الدولية مع الأندية الحَاضنة.