مثلت مسالة اتخاذ اجراءات للتسريع في انجاز فضاءات سكنية، على مساحة 3206 هكتارا، من المنطقة الغابية، وتحويلها الى تجمعات سكنية حديث الراي العام بجهة بنزرت والمهتمين بالشأن البيئي. مكتب بنزرت (الشروق) وقد اطلق عدد من المهتمين بالشأن البيئي، دعوات للتحرك ضد هذه المشاريع التي تمس بصبغة الاراضي الغابية، ولا تعكس تطلعات الاهالي، في الارتقاء ب»عروس الشمال» الى وجهة ثقافية وسياحية. كما عبر المحتجون من مكونات المجتمع المدني، في عديد المناسبات، عن رفضهم لهذه الخيارات، المتعلقة بمتابعة مشاريع الوكالة العقارية للسكنى، مشددين على التحرك بقوة لايقاف اعتداءات لوبيات الفساد على الغابات. واعتبر المحتجون ان القرارات التي تم اتخاذها خطيرة ولا تخدم مصلحة الجهة مع توسع مدينة بنزرت. الغابات... مهدّدة وقال الناشط البيئي بدر الدين جمعة في تصريح ل»الشروق»، انه ليس معقول ما يحدث فتشجير الكثبان الرملية على الشريط الساحلي لولاية بنزرت، انطلق منذ فترة الخمسينات، وان اقامة وحدات سكنية سيؤدي الى عواقب وخيمة بيئيا واجتماعيا، منها زحف الرمال على جهة بنزرت، وعدم استقرارها وتصبح مهددة بخطر الانجراف والسيلان وتغيير شكلها بصورة تدريجية . وتابع محدثنا انه بصفة مبدئية، فان المجتمع المدني، يرفض القرارات المتخذة خلال الاجتماع الاخير بمقر الولاية، وانه سيواصل الاحتجاج لإيقاف نزيف «لوبيات» المتاجرة بالأراضي والعقارات المقامة، دون حسيب ولا رقيب بغابات بنزرت الجميلة، مؤكدا انه ليس من المعقول الصمت ازاء جرائم تغيير صبغة الاراضي الغابية الى سكنية او اراضي بناء وفقا لتقديره. وخلص محدثنا الى انه من الحلول تغيير المنظومة القانونية، للتصدي للثغرات، التي قد ينتهزها البعض لتبرير اقامة المنشآت السكنية. كما ان من التطلعات، دعم الاطار التشريعي بقانون اساسي واضح لتدعيم تدخلات سلك الغابات لرصد بأكثر فاعلية التجاوزات الحاصلة والمحتملة. بناء فوضوي كما ندد المحتجون بنزيف البناء الفوضوي الذي اجتاح المنطقة الخضراء وشوه وجه الجهة، في عدد من النقاط، داعين الى الحفاظ على المنطقة الغابية. وكذلك شكلت في وقت قريب مسالة محاولة التفويت في مساحة من غابة الرمال موضوع شغل الراي العام، ومنطلقا لموجة احتجاجات في الجهة . من جهة اخرى، نشر الخميس مكتب الاعلام بولاية بنزرت توضيحا، موجها للراي العام، تم خلاله التأكيد على ان وجود خطا في نشر الصورة، التي اشارت لمساحة 3206 هكتار ستخصص لإنجاز فضاءات سكنية، بالمنطقة الغابية، وانها تشكل منطقة محجرة ولا يمكن المساس بها البتة . وحسب التوضيح الصادر عن السلط المعنية فان مشروع التجمع السكني المشار اليه، سيتم تركيزه على مساحة 40 هكتارا، في عقار داخل مثال التهيئة العمرانية لمدينة بنزرت كمنطقة سكنية، فضلا عن مشروع احداث دائرة تدخل عقاري بمنطقة الناظور على مساحة حوالي 140 هكتارا، متاخمة للتجمع السكني بالناظور، ومبرمجة حسب المثال المديري لمدينة بنزرت خارج الغابة. السلط الجهوية... توضح كما اكد والي بنزرت محمد الحبيب قويدر ما سبق ذكره مؤكدا بان لا نية للسلطة الجهوية في التفويت في المنطقة الغابية، وانه خلال الجلسة المشار اليها تم تباحث سبل حلحلة اشكاليات قائمة بين الوكالة العقارية للسكنى واحدى الوزارات حيث يمتد مشروع الوكالة في اطار مثال التهيئة العمرانية على مساحة 40 هكتارا، وان كل التراخيص والاستشارات رفعت للمجلس البلدي لبنزرت للنظر في مشروع ثان على مساحة 140 هكتارا. من جانبها، اكدت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ان المساحة المزمع التّدخل فيها والمقدرة بحوالي 40 هكتارا، تم إدراجها بمثال التهيئة العمرانية لمدينة بنزرت المصادق عليه بالأمر عدد 2309 لسنة 2009 بتاريخ 31 جويلية 2009 وبطلب من بلدية المكان ولا تكتسي الصبغة الغابية. من جهة اخرى، اتصلت «الشروق» برئيس لجنة الاشغال والتهيئة العمرانية ببلدية بنزرت عادل بوراوي، الذي قال ان الجلسة المشار اليها تطرقت لتهيئة منطقة السكنية راس البلاط والناظور، وان موضوع مراسلة لتهيئة 40 هكتارا انطلق منذ فترة النيابة الخصوصية البلدية السابقة، في اطار مثال التهيئة العمرانية، فضلا عن برنامج تدخل عقاري في مساحة 140 هكتارا، يعود بالنظر للوكالة، حيث تقدم الطرف البلدي بمطلب لتوضيح تفاصيل هذه المشروع وذلك في اطار توسيع مدينة بنزرت.