افتتحت فرقة الشباب للموسيقى العربية بالمنستير أول أمس الاثنين الدورة الثامنة والأربعين لمهرجان المنستير الدولي الذي يتواصل حتى 8 أوت المقبل. (الشروق) - مكتب الساحل فرقة الشباب للموسيقى بقيادة الفنانين محمود فريح والدكتور محمد مذيوب ليست المرة الأولى التي تكون حاضرة في هذا المهرجان العريق ولكن الحضور هذه المرة كان مغايرا شكلا ومضمونا وإخراجا إذ تم المزج بين المسرح والموسيقى لرسم سمفونيات فنية عادت بالجمهور إلى الزمن الجميل زمن شناب وحكايات عبد العزيز العروي وأمي تراكي وغيرها من الأعمال الفنية الخالدة. بداية العرض كانت بمقطوعة موسيقية لمسلسل حكايات العروي تلته مقتطفات مسرحية من شناب والحاج كلوف لتنطلق بعد ذلك طربيات العشرينات والثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، وكان استحضارا قويا لعدد من الفنانين الخالدين على غرار حبيبة مسيكة ورؤول جورنو ولأغانيهم التي لا تزال إلى اليوم حاضرة في أذهان الجمهور. ولأن الفضاء الذي احتضن العرض الأول ليس إلا قصر الرباط التاريخي والذي يحمل في ذاته جمالا وبهاء فان العرض بصفة عامة كان جميلا ومقنعا إذ أن الركح الذي احتوى أكثر من أربعين عازفا ومطربا تم تزيينه بشاشة عملاقة عرضت صور الممثلين والفنانين القدامى وتتالت الأنغام الساحرة بأصوات محترفة تستحق البروز على المستوى الوطني، وإذ نذكر على سبيل المثال فقط الفنان محمود فريح الذي أدى أغنيات من التراث الأصيل دغدغت الجمهور الذي تفاعل معها بالتصفيق والرقص، وكذلك كمال مخلوف والحبيب مرزوق وصفاء ديباج ونسرين حرز الله ولمياء الورغي ورملة بوكثير. وعن العرض قال الفنان محمود فريح ل «الشروق» انه عرض متكامل يجمع بين المسرح بإخراج للفنان سالم بتبوت والموسيقى بقيادة الدكتور محمد مذيوب وفيه بحث وتدقيق للأعمال الفنية التي عرضت في العقود الأولى من القرن الماضي وخلدت أسماء وأعمالا فنية عديدة، وهو عرض بمجهود ذاتي باعتبار ان جمعية فرقة الشباب للموسيقى العربية بالمنستير ورغم ما تضمنته من طاقات فنية كبيرة تبقى محدودة الميزانية وتبقى في حاجة إلى الدعم الذي لمسناه في وزارة الثقافة وفي جمعية مهرجان المنستير الدولي وعلى رأسها السيدان يافت بن حميدة ومعز عباس.