لتنشيط ذاكرة المتفرج والعودة به الى أيام رمضان زمان قدمت الفرقة المصاحبة للفنانة نبيهة كراولي وصلة موسيقية لقصص الحكواتي عبد العزيز العروي ايذانا بإنطلاق الحفل لمهرجان المدينة مساء السبت الفارط حيث استمع الجمهور لأغان نُفض عنها الغبار. واكتفت نبيهة ب 5 عازفين ولم تستعن بالكورال لتلتقي جمهور المسرح البلدي بفستان ناصع البياض مع تاج وضعته على رأسها لتعود المخيلة الى زمن الملوك. نبيهة لم تعد الى ذلك الزمن فقط بل عادت الى زمن الأغنية التونسية الحق... زمن العفريت وراوول جورنو وصليحة وحبيبة مسيكة... والهادي الجويني. فغنت «فراقك وسهر الليل يا ما مرّو» و«بخنوق» و«عطاني ربي» و«ليام كيف الريح في البرّيمة» و«سير يا لزرق».. وبين الأغنية الهزلية والوترية راوحت نبيهة ليكون مضمون رسالتها البسمة والامتاع... وقد نجحت الى حد ما عندما شاركها الجمهور في الغناء فأصابتها القشعريرة وأشارت بذلك لكنها نسيت ان الأغاني كما حفظتها هي فقد حفظها الجمهور كذلك لأنها أغان من التراث التونسي... لكن قد يحسب لنبيهة ان جل الاغاني المقدمة نفضت عنها الغبار التي كادت ان تدخل في النسيان. حرفية الملاحظ ان نبيهة لم تقم بالبروفات اللازمة فقد تناست في أكثر من مرة بعض الكلمات او المقاطع الغنائية لكن حرفية عازف الكمنجة القليبي تداركت الامر لينخرط في العزف ويشد انتباه الحضور بعد ان أنساهم ارتباك نبيهة. طلب نبيهة كانت سعيدة بحفلها لأن الابتسامة لم تفارقها طيلة العرض فخاطبت الجمهور بسعادة تامة وذكّرتهم بأنها تحت الطلب فغنت البعض من أغانيها مثل «مبروكة تتبرى» و«ڤالولي جاي» والتي قوبلت بالتصفيق وإعجاب الحضور.