تونس (الشروق) تعتبر واحة قفصة التقليديّة والحديثة التي تمتدّ على مساحة 2200 هكتارا بمناطق العقيلة والقصبة والقصر ولالة موروثا تاريخيّا وحضاريّا يرتكز بالأساس على تنوّع التقاليد والعادات إضافة إلى حركيتها الاجتماعيّة والبيئيّة النشيطة والمصنّفة عالميّا كموروث فلاحي بيئي متعدّد الوظائف. هذا إلى جانب ديمُومتها المتجدّدة في دعم الإقتصاد الوطني بمنتوجات فلاحيّة متنوّعة قارّة وموسميّة والتي تُروّج بالأسواق اليوميّة والأسبوعيّة أو تُستغلّ كذلك في تأمين «العولة» العائليّة خصوصا خلال أشهر فصل الصيف ومن بينها منتوج الذُرة أو ما يعرف شعبيّا ب»المستورة» التي حان هذه الأيام نُضج ثمرتها وتوجُه الفلاحين إلى جمع صابة «العبُود أو الكربُوج» وترويجها على عين مكان «الغابة» بالجملة «للقشارة» الذين ينقلونها للعرض خصوصا بساحة النصر وبمدخل القوس نهج الكيلاني المطوي وبفضاء السوق البلديّة وكذلك بعمق أحياء المدينة. هذا ويعرف هذا المنتوج بالدوام على اقتنائه من مختلف الشرائح الاجتماعيّة والعمريّة في توارث الوفاء عن الأجداد. ويحضر «العبود» في سهريات العائلات القفصيّة من خلال شوائه على نار وتوظيفه كوجبة شهيّة محبذة لدى الصغار والكبار ويساهم على بساطته في جمع العائلات في «لمّات» ساهرة. هذا ويبقى «العبُود» قيمة غذائيّة غنيّة بالمواد النشويّة والبروتين والكربوهيدرات التي تساهم في إثراء الجسم بالنشاط والحيويّة إضافة إلى الفيتامينات والمعادن والمضادات الطبيعيّة للأورام خصوصا. ووجبت الإشارة إلى أن محاصيل صابة الذُرة تروّج أيضا جافة بالأسواق وتقتنيها ربات البيوت لأجل تحويلها إلى مسحوق لأعداد وجبات الحسى القفصي الشهير خصوصا خلال شهر رمضان. ومع نهاية موسم الجني تحصد أصول وفروع وأغصان هذه النبتة لتقدم خضراء أو يابسة كعلف للحيوانات في اسطبلات الفلاحين.