كان متوقعا، أن يكون الإقبال الجماهيري على عرض "شهيلي" لمجموعة "ميراث" كبيرا ليلة أول أمس بمهرجان الحمامات الدولي، لكن ما كان أحد يتصور أن يكون العرض بذاك السحر. الحمامات الشروق: : عاش جمهور مهرجان الحمامات الدولي، في سهرة الخميس 18 جويلية 2019، ليلة لا تنسى مع مجموعة "ميراث" التونسية، التي تتزعم بلا منازع موسيقى "الميتال"، حيث تمكنت في وقت وجيز من نحت اسمها في أذهان عشاق هذه الموسيقى عربيًّا وعالميًّا، وتربعت على عرش أكثر الفرق العربية انتشارًا في الغرب، وتحديدا في أوروبا وأمريكا. عرض "شهيلي" بمهرجان الحمامات الدولي كان عرضا حصريا، وقدم ليلة أول أمس على ركح مسرح الحمامات، للمرة الثانية، بعد أن قدمت "ميراث" عرضها الأول في السويد، عرض فرجوي يأخذك طيلة ساعتي زمن، إلى عالم سحري، من ألف ليلة وليلة، تتنوع فيه الأنماط والإيقاعات الموسيقية في مزج وانصهار مميز بين موسيقى الميتالوالروك والموسيقى الفلكلورية التونسية والشرقية. وتتكثف فيه التقنيات الفرجوية الحديثة من ألعاب سحرية وأخرى نارية فأنت في حضرة عرض اسمه "شهيلي" ومؤثرات صوتية وضوئية وبصرية على شاشة عملاقة، آخر الركح متناسقة تماما مع سينوغرافيا العرض التونسية، الرائعة.. إنك أمام لوحة فنية نادرة ومتفردة، صورت بأنامل وأصوات وأجساد مبدعين وموسيقيين تونسيين، اختاروا الهجرة إلى فرنسا ليكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في الموسيقى العالمية. عرض "شهيلي" كان عرضا محترفا ورائعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فليس هناك شيء في العرض من قبيل الصدفة، وكل ما قدم من أغان ومن صور ومن رقصات شرقية جميلة جدا، أمنتها الراقصة "الجورجية "هيلينا"، كان مدروسا بدقة، إلى درجة أنك تعجز عن إيجاد هنة وحيدة في عرض "شهيلي" المبهر، بل والساحر، فالألعاب السحرية لم تكن اعتباطية، ألم يرفع نجم العرض المغني زاهر الزرقاطي وهو جالس في آخر العرض ليظل معلقا لدقائق بين السماء والأرض على ارتفاع مترين تقريبا من الركح، وهو جالس؟ إنك في حضرة "شهيلي" فني ساحر، لم يدخر أصحابه جهدا لا أداء ولا مادة في نقل معداته التقنية الفرجوية إلى تونس بمعية مهرجان الحمامات، ليقدموا لجمهور مهرجان الحمامات، عرضا رائعا وممتعا وساحرا، لم يقدمه أشهر نجوم العالم من موسيقيي الغرب، فعرض "شهيلي" بالحمامات، خسارة لمن لم يشاهده من تونس، وخسارة ألايقدم هذا العرض في مهرجانات تونسية أخرى، وتحرم الجماهير التونسية من مشاهدته. عرض "شهيلي" الذي قدم خلاله مغني المجموعة زاهر الزرقاطي، أغاني من مختلف ألبومات "ميراث" سيما ألبومهم الأخير "شهيلي" تميز أيضا بتلقائية كامل المجموعة من مغنيها ومن عازف البيانو الإلكتروني إلياس بوشوشة، وعازف القيتار مالك بن عربية وعازف القيتار باص أنيس الجويني وعازف الة الدرامز، مورغان بيرتي في عرض تضمن قرابة 20 اغنية على غرار " born to survive" و"ليلي طويل" وأغنية "مرسال" التي جمعتهم بالفنان القدير لطفي بوشناق والتي كان سيؤديها بوشناق معهم لولا تزامن عرض "شهيلي مع عرضه في افتتاح مهرجان جرش. مجموعة "ميراث" كانت تلقائية أيضا لما منحت الفرصة لشاب ليطلب يد حبيبته على ركح مسرح الحمامات أمام الجمهور وفي حضرة "شهيلي"، وعبرت مجموعة "ميراث" إثر العرض، عن سعادتها بالجمهور التونسي الشاب الذي يحفظ كل أغاني ألبوماتها عن ظهر قلب، مشددة على عزمها على مواصلة نشر موسيقاها في العالم والتعريف بتونس ثقافيا وسياحيا، ورغم أن معجبيها بالملايين في العالم العربي إلا أن "ميراث" لم يتسن لها إلى حد الآن تقديم عروض في مختلف البلدان العربية، رغم نجاحها العالمي.