أصبحت أيّام «جيراس» معدودة في تونس ومن غير المُستبعد أن يقدّم الرجل تقريرا مفصّلا عن مشاركتنا الأخيرة في ال»كَان» قبل أن يطير إلى فرنسا. ولا نعرف طبعا إن كان سيعود ثانية أم أنه سيغادر البلاد دون رجعة وهو السّيناريو الأقرب لأرض الواقع قياسا بالغَضب الشعبي على هذا المدرّب الذي «تلاعب» بتشكيلتنا وظهر بصورة سيئة على هَامش ال»كَان». أيّ بديل؟ هذا هو السُؤال الأكبر إذا حسمت الجامعة الأمور وقرّرت طرد «ألان جيراس» المُرتبط معنا بعقد ينتهي في جوان 2020. المُؤشرات الأولية تؤكد أن النية تتّجه نحو تكليف مدرب تونسي بقيادة المنتخب وهذا التوجّه يُنادي به الكثيرون خاصّة في ظل النجاح الباهر لأبناء البلد في ال»كان» الأخيرة (الجزائر مع جمال بلماضي والسينغال تحت إشراف «آليو سيسي»). وهُناك عامل آخر قد يُرجّح كفّة الإطارات المحلية وهو الإعتمادات المالية المُخصّصة للمدرّب الوطني. ومن المعروف أن الجانب المادي كان من العناصر المُؤثّرة في صَفقة «جيراس» الذي اشتغل براتب شهري يُقدّر بحوالي 80 ألف دينار وهو رقم معقول بالنّسبة إلى التعاملات مع الأسماء الأجنبية من الصّنف الثالث والرابع أمّا التَعاقدات مع الأسماء الكبيرة والناجحة فإنه قد يحتاج إلى ثلاثة أضعاف «الشّهرية» التي يلهفها «جيراس». وإذا اختارت الجامعة الإنفاق بالمستوى نفسه على المدرب الوطني فإنّه قد يكون من الأنفع التعاقد مع إطار محلي بدل «التورّط» مع مدرب أجنبي من الطّابور العَاشر . مُساندة بالتزامن مع الدعوات المُطالبة بترحيل «جيراس» ظهرت حملات مساندة لعدد من المدربين التونسيين لتولي قيادة المنتخب الوطني. ومن الأسماء التي تحظى بالدعم سامي الطرابلسي الناجح مع «السيلية» القطري والفائز مع المنتخب بلقب ال»شان» (2011). هذا فضلا عن المدافع الدولي السّابق راضي الجعايدي الذي لفت بدوره الأنظار بعد مسيرته المُوفّقة على رأس الإطار الفني لأشبال «سَاوثمبتون» الأنقليزي. وكانت الجامعة قد فكّرت في وقت سابق في تعزيز الإطار الفني للمنتخب بالجعايدي ليشغل خطة مساعد غير أن الصّفقة لم تر النُّور. ولاشك في أن الجعايدي يستحق التواجد في المنتخب كمُعاون أوكمدير رياضي أمّا أن يتمّ ترشيحه لخطّة مدرب أوّل فهذه مسألة أخرى خاصّة أن مثل هذا المنصب الثقيل يحتاج إلى رجل بمواصفات مُعيّنة وقد لا تتوفّر حاليا على الأقل في بطل افريقيا مع منتخب تونس عام 2004. غضب يُواجه يوسف المساكني انتقادات واسعة خاصّة بعد أن ساد الإعتقاد في صفوف الكثير من المحبين والمتابعين لشأن المنتخب أن اللاعب لم يقدّم الإضافات المطلوبة رغم أنه شارك في ستة نهائيات افريقية كما أنه يحمل شارة القيادة بالتَشارك مع زميله في «الشّغب» وهبي الخزري. ويعتقد الكثيرون أن يوسف لم يقدّم خدمات كبيرة للمنتخب رغم مهارته وأقدميته وبالنّظر أيضا إلى المُعاملة الخاصّة التي يتمتّع بها صُلب الجامعة. ويذهب البعض أبعد من ذلك ليُؤكدوا أن مقعد المساكني في المنتخب أصبح تحت التهديد خاصّة إذا تقرّر ضخّ دماء جديدة. «حيل» المُساعدين يسعى البعض إلى «شيطنة» المدرب «جيراس» وتبرئة مُساعديه بحجّة أنه لا ذنب لهم في حالة الفوضى الفنية والانفلاتات السلوكية التي ميّزت مشاركة تونس في «كَان» مصر. وتريد هذه الجهات أن تضع «جيراس» بمفرده في قفص الإتّهام وهذا الأمر لا يَستقيم بحكم أن المسؤولية مُشتركة. وإذا قرّرت الجامعة عزل «جيراس» فإن المنطق يفرض اتخاذ الإجراء نفسه مع المُساعدين والمُشرفين على الإعداد البدني والتَقييم وكذلك الطبيب. ولا اختلاف في أن «جيراس» مسؤول عن الإخفاق مِثله مثل ماهر الكنزاري وفريد بن بلقاسم وأنيس البوسعيدي ومبارك الزطال وفراس بالي والدكتور سهيل الشملي ومدرب الحراس و»الظّاهرة» حمدي القصراوي الذي أهدانا في ال»كان» ثلاثة حراس جلبوا لنا سخرية العالم. والطريف أن القصراوي التقطته عدسات الكاميراوات وهو يقدّم التعليمات للمهاجم فراس شوّاط بدل أن يُعلّم حرّاسه أبجديات الإمساك بالكرة. واللّوم طبعا على رئيس الجامعة الذي فتح أبواب المنتخب ل»أصدقائه» و»مُناشديه» بدل أن يضع هذه الأمانة الثقيلة بيد الكَفاءات.