ما من شك في ان كرة القدم هي الرياضة الأولى انتشارا في العالم لكن ما لا يعرفه الكثيرون ليس إلا الجانب المتعلق باسم الجمعيات التي تأسست في بداية القرن الماضي ويعتبر نادي كرة القدم بالجريصة الذي بعث للوجود سنة 1922 واحدا من أشهر الفرق واكثرهم عراقة بالرغم من تواجده في أغلب الأوقات ضمن بطولات المستوى الأسفل وتلك حقيقة ساهمت في خلق أجواء يكتنفها سر دائم لا يعرف أصله إلا أهل الدار. مباشرة اثر عودة السلم والطمأنينة بعد مرور سنوات ثلاث تم خلالها تذوق مرارة الحرب العالمية الأولى (1918 1921) حصلت رغبة جامحة لدى الكثيرين للتعايش وربط علاقات صداقة وتنافس في المجال الرياضي بعيدا عن قسوة المعارك فكان من الطبيعي أن تقتصر التركيبة الأولى (هيئة مديرة ولاعبون) زمن الحماية على أشخاص اجانب يحملون بالخصوص الجنسيتين الفرنسية والإيطالية وشوهد وقتها أكثر من عنصر جامع لعديد المسؤوليات (مدرب- إداري ولاعب) علما أن هؤلاء الرياضيين كانوا يحترفون عديد المهن ومنها بالخصوص تلك المرتبطة أساسا بمنجم الحديد. العصر الذهبي تألق نادي كرة القدم بالجريصة كأبهى ما يكون خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي لما كان يضم في صفوفه أسماء سحرت العقول ولفتت اليها الانظار فنذكر على سبيل الذكر لا الحصر الحارس الطائر محمد الجباري - المهاجم عمر الطرابلسي- وسط الميدان علي مشري- مكي خليفة- عبد الله الجباري- محمد بن جبرية- مختار بوحفص- عبد السلام الجباري- صالح عباسي- أحمد بشير الجباري- أحمد التيجاني مولهي- مختار الورتاني- محمد علي مكثر- فرج القابسي- الهادي بعو الجباري- العيد الشريف- الحبيب بوراس- الحارسين حميدة الصالحي ولخضر داود الجباري- الجزائري حسن بن نوار - الحارس نيكولا وأيضا الفرنسي ديديي لارتيك....وغيرهم كثيرون ممن دافعوا ببسالة على اللونين"الأبيض والأسود ". موسم العنفوان احباء النادي يعتبرون موسم 1970-1971 كأفضل ذكرى عالقة في الأذهان وذلك عندما انتمى الفريق إلى النخبة الوطنية ولعب أمام الكبار بكل ندية رغم كل الفوارق الممكنة وحتى التي لم يكن من الممكن تصورها. يدرب الفريق وقتها التشيكي "بوبا" حيث تمثلت الحصيلة بالخصوص في 3 انتصارات وتعادل وحيد سجل خلالها خط الهجوم 13هدفا وقبل الدفاع 43 هدفا في الأثناء كان الفريق انتصر على النادي الأولمبي للنقل بفضل هدف عمر الطرابلسي خلال الجولة قبل الأخيرة للمسابقة الرسمية وذلك حرمه من لقب البطولة التي عادت إلى النادي الرياضي الصفاقسي. في نفس الموسم صال نادي كرة القدم بالجريصة في تصفيات الكأس حيث بلغ الدور ربع النهائي بعد إزاحته للنادي الإفريقي وحارسه العملاق الصادق ساسي شهر "عتوقة" بفضل هدف المهاجم عمر الطرابلسي الذي مرر الكرة بين ساقيه وهو ما أغضب كثيرا "ولد السرس". في ذات الموسم حل بالجريصة تميم الحزامي الذي كان في بداياته لكنه اشترط العمل بالمنجم الذي كان متبنيا للفريق لكن لم يكتب للصفقة النجاح وعاد منحيث اتى ليصبح فيما بعد "الجناح النفاثة". رؤساء في البال من ضمن التونسيين الذين تراسوا النادي بداية من موسم 1963-1964 نذكر السادة عمر التواتي- النوري بولبابة- حسن الغول- الطاهر الخليفي- الهادي بلقايد ثم عبد المجيد الخماسي الذي بقي على دفة التسيير ما لا يقل عن 18 سنة بالتمام والكمال قبل حلول الهادي الماجري في 2006 علما أن فتحي الجلالي هو الربان الحالي لأولاد المنجم. مدربون مروا من هنا سبق أن درب أكابر النادي على سبيل الذكر لا الحصر كل من عمار السويح- رجب السايح- سالم التباسي- الطاهر الزيدي- فوزي شعور- محمد بن جبرية-حسن الوسلاتي- جلال بن جيلاني- مولدي الخماسي- منير بن خميس- زبير وجلول النعيمي إلى جانب التشيكي "بوبا" ومواطنه "جوزاف" من سيخلف مراد المالكي؟ الى جانب زميله جلول النعيمي يعتبر مراد المالكي كأفضل ما أنجبت الجهة على مر الأعوام لما يتمتع به الشخص من صفات منذ بداياته وحتى عندما بلغ الشهرة إثر انتقاله من الجريصة إلى الأولمبي الباجي ثم إلى الترجي الرياضي التونسي وما شهدته مسيرته من نجاحات مع هذه الفرق وايضأ مع الفريق الوطني ولا نخال نادي كرة القدم باالجريصة عاجزا على "ولادة" من يخلف كل هؤلاء اللاعبين الأفذاذ الذين كتبوا تاريخ فرقهم بأحرف من ذهب.