على مدى أكثر من 8 ساعات استنطق امس احد قضاة التحقيق بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي رجل الاعمال ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي ثم قرر الإبقاء عليه بحالة سراح في انتظار استكمال الابحاث . تونس (الشروق) و في تصريح ل»الشروق « قال الاستاذ كمال بن مسعود أحد أعضاء هيئة الدفاع عن نبيل القروي انه لأول مرة تم أمس استنطاق منوبهم في الأصل وقد تمت الجلسة في ظروف طيبة وفي كنف احترام الإجراءات حيث مكن منوبهم من الدفاع عن نفسه وأجاب عن جميع التهم المنسوبة إليه وقد فند القروي ما جاء ب «الوشاية الباطلة « التي تقدمت بها منظمة « انا يقظ «. واضاف الاستاذ بن مسعود انه -بعد أكثر من 8 ساعات من الاستنطاق- تبين لحاكم التحقيق أن التهم الموجهة لمنوبهم هي تهم ملفقة وان المعطيات المقدمة بالملف مبنية على المغالطة ولذلك ارتأى له الإبقاء على منوبهم بحالة سراح ملاحظا انه مازال يتمتع بقرينة البراءة. وقال الاستاذ بن مسعود ‹›تمكنّا من إزالة الشبهة التي تضمنها ملف الشكاية بالحجج والوثائق من تونس ومن الخارج والتي تثبت براءة منوبنا « هذا وقد أجل قاضي التحقيق استكمال الاستنطاق إلى اليوم وفي هذا الاطار أشار الأستاذ بن مسعود إلى أنه سيتم الترافع من قبلهم وقال ان هيئة الدفاع على امل كبير أن يتم رفع التدابير الاحترازية المتخذة في حق منوبهم من تحجير السفر وتجميد التعامل مع الأموال والممتلكات قبل موفى شهر جويلية الحالي . وفي جانب آخر اكد الاستاذ بن مسعود أن منوبهم نبيل القروي يتعامل مع الابحاث بكل أريحية و له ثقة كبيرة في القضاء الذي لم يتأثر بالضغوطات السياسية المسلطة على الملف حسب تعبيره و يذكر ان قاضي التحقيق كان قد قرر تحجير السفر على نبيل القروي وشقيقه غازي مع تجميد اموالهما. مساندة سجل عدد هام من المواطنين حضورهم منذ الصباح أمام مقر القطب القضائي الاقتصادي والمالي لمساندة نبيل القروي ورددوا طويلا «ربي معاك يا نبيل « وقد اعتبر البعض منهم ممن تحدثت اليهم « الشروق « ان استدعاء القروي للمثول أمام القضاء في هذا التوقيت وإثر إعلان ترشحه للإنتخابات الرئاسية « قرار مفتعل « خاصة أن القضية منشورة منذ 2016 وأجمعوا على أن نبيل القروي يتعرض إلى حملة ممنهجة للتشويه وذلك قصد اقصائه من المشهد السياسي خاصة انه يمثل منافسا جديا لبقية المترشحين . وإثر مغادرة القروي مقر القطب القضائي الاقتصادي والمالي تعالت الهتافات وسط زغاريد النسوة « بالروح بالدم نفديك يا نبيل « . أصل القضية انطلقت الابحاث المجراة في قضية الحال اثر شكاية جزائية تقدمت بها منظمة « انا يقظ « ضد مجموعة الشركات الحاملة لاسم «نسمة» وضد الأخوين نبيل وغازي القروي وطالبت بفتح بحث تحقيقي ضدهما بتهمة التهرّب الضريبي. وكانت منظمة « انا يقظ « قد نشرت تحقيقا استقصائيا تحت عنوان « شبكة نسمة : ما تخفيه قناة الاخوين القروي» وتعرضت فيه الى مختلف الخروقات المرتكبة من قبلهما حول التهرب الضريبي والتحيل وفق تقديرها. وذكرت المنظمة ان تقرير الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال كشف أن قناة نسمة مدينة للديوان الوطني للإرسال الإذاعي والتلفزي بمبلغ قدره 000 167دينار في أوائل أوت من سنة 2011. وتساءلت « كيف لبنك الإسكان أن يسمح لهذه الشركة بسحب على المكشوف يساوي مرتيّن ونصفا مقدار رأس مالها الاجتماعي؟ وكيف يمكن أيضا لقناة تلفزيونية تحصلت سنة 2011 على أكبر حصّة من سوق الإعلانات، متجاوزة بقية المنافسين أن لا تكون قادرة على تغطية السحب على المكشوف؟» . وأضافت المنظمة أن نتائج الأبحاث الاولية حول قناة نسمة بينت وجود شركتين أخريين تحت تسمية نسمة «نسمة انترتايمنت» وهي مسجلة في تونس ونسمة خفية الاسم مسجّلة في لوكسمبورغ. كما اكتشفت أن مجموعة «قروي أند قروي» ليست فقط مجموعة من الشركات المسجلة في بلدان المغرب العربي. بل إنها جزء من شبكة واسعة من الهياكل المالية تنطلق من تونس وصولا الى لوكسمبورغ مرورا بدبي. وتمكنت المنظمة من ايجاد صلة بين غالبية الشركات التي تنتمي إلى «إمبراطورية» قروي أند قروي باستثناء عدد قليل منها مثال «قروي اند قروي الدولية المحدودة» المسجلة في كندا ، و»قروي اند قروي الدولية» المسجلة في تونس إلى جانب «نسمة لبمبتد « المسجلة في دبي . وفي سياق متصل ذكرت منظمة «انا يقظ « ان تقارير مراقب الحسابات لشركة Nessma Broadcast SARL لسنوات 2011 و2012 و2013 والمتعلقة بالقائمات المالية للشركة تؤكد الوضعية المالية «المسترابة» لشركة نسمة و» عمليات التحيل» التي تمارسها على البنوك التونسية وإدارة الجباية وصندوق الضمان الإجتماعي في ظل الديون المتراكمة التي وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من 36 مليارا من المليمات في حين أن رأس مال الشركة لا يتجاوز 2.5 مليار. واضافت المنظمة ان أغلب الديون تتعلق بشركات على ملك نبيل القروي وشقيقه غازي سواء في تونس أوفي الخارج وكشفت أن نبيل القروي، وكيل الشركة، يتقاضى راتباً سنويا يصل إلى أكثر من360 ألف دينار.