عيش نادي حمّام الأنف صيفا سَاخنا في ظلّ إصرار الرئيس على الرحيل وغياب البديل وهو ما قد يُساهم في تعطيل التحضيرات وتوتير العلاقات بين الجهات الفَاعلة في «بُوقرنين». وفي هذا السياق تحدّثت «الشُروق» مع الرئيس «المُتخلي» الفاضل بن حمزة لتشريح الأوضاع في «الهمهاما» التي تبقى من القِلاع الرياضية الكبيرة في تونس. قرار لا رِجعة فيه يُؤكد بن حمزة في مُستهلّ حديثه أن فترته النيابية انتهت بنهاية الموسم الرياضي ويُضيف أنه أدّى الأمانة ونجح في ترسيم الجمعية في الرابطة الأولى رغم كلّ الصُّعوبات و»الغَصرات». ويُشير بن حمزة إلى أنه لم يعد قادرا على مُواصلة المشوار لإعتبارات شخصية ومادية ويعتقد الفاضل أنه استنزف كلّ طاقاته ليُعيد «الهمهاما» في ظرف موسم واحد إلى مكانها الطّبيعي في الرابطة الأولى مع ضمان البقاء في العام المُوالي وهذا ليس بالهيّن. ويظنّ بن حمزة أنه حان الوقت لتسليم المَهام إلى مسؤول آخر مُعتبرا أن قرار «الإعتزال» لا رِجعة فيه وذلك على عكس ما قد تدّعيه بعض الجهات التي تُرجّح فرضية سحب الإستقالة لتعوّدها على مِثل السيناريوهات من رؤساء الجمعيات. هيئة مُؤقتة طالما أن رئيس الفريق عزم على الرحيل فماهي البدائل لتفادي الفراغ والتحضير للموسم الجديد في ظروف عَادية؟ في جوابه على هذا الاستفسار يقول بن حمزة إن القانون واضح وصَريح بما أن الهيئة الحالية دعت إلى جلسة عامّة انتخابية بتاريخ 9 أوت 2019. وفسحت الكتابة العامّة للجمعية المجال أمام الراغبين في الرئاسة لتقديم ترشّحاتهم. وفي صُورة غياب الترشّحات فإنّ «الهيئة التسييرية» لن تُدير ظهرها للجمعية وجماهيرها العَريضة وإنّما ستتحمّل «مسؤوليتها الأخلاقية» وتسهر على تسيير شؤون «الهمهاما» لمدّة ثلاثة أشهر وهو الأجل الأقصى لتسليم مفاتيح مقر النادي للرئيس المُرتقب. وفي انتظار أن تتّضح الرُؤية بخصوص نوايا المُترشحين لقيادة الفريق يُؤكد بن حمزة أنه وقع اتّخاذ جُملة من القرارات لتسير التحضيرات بشكل عَادي. وفي هذا الصّدد تمّ تثبيت المدرب حاتم الميساوي في منصبه ومن المُقرّر أيضا مُعالجة ملف الإنتدابات والنّظر في العقود المُنتهية (هذه المسألة تهمّ بعض الأسماء مثل عبود والبولعابي مع العلم أنه وقع أيضا التفريط في القضاعي لفريق سعودي مع امكانية بيع بن راجح للترجي). ومن الناحية المادية، يشير بن حمزة إلى أن الوضعية صعبة وليست «كَاريثية» بحكم أن الجمعية نجحت في تغطية جزء كبير من مصاريف اللاعبين والفنيين كما أنها قطعت أشواطا كبيرة في تصفية الديون التي تُقدّر بحوالي 1.7 مليار وهو رقم «عادي» مُقارنة بالتراكمات المُتعارف عليها في صفوف أغلب الجمعيات. مرحبا بالدعداع تبدو العلاقات مُعقّدة بين الأطراف المُؤثرة في «بوقرنين». وبالإستفسار عن هذا الموضوع يؤكد بن حمزة أنه عقد سلسلة من الإجتماعات التشاورية والجلسات التنسيقية مع جلّ المُسيّرين والرؤساء السّابقين ل «الهمهاما» كما هو شأن الكعبي والعتروس والدعداع. وقال بن حمزة إنّه أعلمهم بقرار الرحيل ودعاهم إلى توفير البديل المُناسب ويضيف الفاضل في السّياق نفسه أن علاقته جيّدة بسلفه عادل الدعداع مُعتبرا أنه من الداعمين الدائمين لخزينة الجمعية. ويذهب الفاضل أبعد من ذلك ليؤكد أن عادل هو البديل الأجدر والأمثل لقيادة الفريق في المرحلة المُقبلة. أمر آخر شغل الجميع في «بوقرنين» وهو التحرّكات المزعومة للدعداع لرئاسة الجمعية وحُزمة الوعود المنسوبة إليه من قبيل التعاقد مع صابر خليفة وعمر زكري وإقامة تربّص في صربيا فضلا عن اقتناء حافلة بأحدث المُواصفات. وفي هذا الصّدد يقول الفاضل إنّه يستمع إلى هذه الرّوايات مِثل جميع أبناء «الهمهاما» مُعتبرا أن الأمر غير مُهمّ سواء كانت هذه الأخبار صحيحة أم أنها مُجرّد ادّعاءات وأباطيل. ويعتقد بن حمزة أن أبواب الترشحات مفتوحة لكلّ من يأنس في نفسه القدرة والكفاءة أمّا حديث المقاهي و»التراكن» فهو حكاية فَارغة ولن ينفع الجمعية في شيء.