غزة رام اللّه القدسالمحتلة (وكالات) ذكرت مصادر متطابقة أن «اتصالات أولية» بدأت بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين بهدف التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف العملية العسكرية الصهيونية في قطاع غزة مقابل وقف «حماس» لإطلاق صواريخ «القسام» على البلدات والمستوطنات الإسرائىلية... لكن السلطة الفلسطينية نفت على لسان جبريل الرجوب مستشار الرئىس ياسر عرفات صحة ما تردّد في هذا الصدد. وقالت مصادر صحفية وأمنية متطابقة أمس إن مسؤولين أمنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بدؤوا اتصالات يتوقع أن تتكثف في الأيام المقبلة بهدف وقف العمليات العسكرية في غزة التي سقط على إثرها عشرات الشهداء الفلسطينيين. اتصالات فلسطينية إسرائيلية ونقلت مصادر صحفية عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله أن هدف هذه الاتصالات هو وقف عمليات الجيش الإسرائيلي وانسحاب قواته مقابل أن تتخذ السلطة الفلسطينية خطوات أمنية من شأنها وقف إطلاق صواريخ القسام. لكن المصدر قال إن إسرائيل لا تثق في المقابل في قدرة السلطة الفلسطينية ورغبتها في الضغط على حماس لوقف إطلاق الصواريخ. وأوضح مراسل قناة «الجزيرة» من جهته أن ما يجري الآن هو مجرّد اتصالات وليست مفاوضات تتم بشكل غير رسمي. ولفت المصدر ذاته إلى أن هذه الاتصالات تجري بمشاركة وسيط ربما يكون أوروبيا أو أمريكيا أو مصريا. وقالت مصادر صحفية إن هذه الاتصالات بدأت فور التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أمس الأول والتي دعا فيها الجانب الإسرائيلي إلى إنهاء عملياته في القطاع معتبرا أنها تتعارض مع خطة فك الارتباط. وقد نفى مستشار الرئىس الفلسطيني للأمن القومي جبريل الرجوب الليلة قبل الماضية إجراء أي اتصالات مع الجانب الإسرائيلي مشيرا إلى أنّ الاتصال لن يكون إلاّ عبر عرفات. وكانت حماس قد عرضت مؤخرا وقف إطلاق صواريخ القسام في حال توقف إسرائيل عن العدوان في غزة لكن الجناح العسكري للحركة سرعان ما ردّ على ذلك مؤكدا أن إطلاق صواريخ القسام سيتواصل حتى انسحاب الاحتلال ولاحظ محللون سياسيون في هذا السياق أن الضغوط التي تعرضت لها حركة المقاومة الفلسطينية من كل جانب لوقف إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة هي التي حملت جناحها السياسي على الدعوة إلى وقف هذه الصواريخ في مقابل وقف العدوان الصهيوني. «تضارب»... داخل حماس وعزا المحلل السياسي غازي حمد ما وصفه ب»التضارب» بين موقفي الجناحين العسكري داخل حماس إلى أن القادة السياسين يواجهون ظروفا بالغة الصعوبة وضغوطا متزايدة في الداخل والخارج. وحذّر حمد الذي يتولى رئاسة تحرير صحيفة «الرسالة» القريبة من «حماس» من أن أي تضارب بين القيادتين السياسية والعسكرية في الحركة من شأنه أن يقوض الصمود أمام الاحتلال... كما شدّد في هذا الصدد على أهمية الموقف الموحد داخل حركة «حماس». لكن المحلل السياسي عبد الله الحوراني رأى أنه من الطبيعي حصول «تضارب» داخل حركة «حماس» وعزا ذلك إلى أن السياسيين يقيسون الأمور من زوايا متعدّدة فيما لا يرى العسكريون سوى زاوية واحدة وهي كيفية إيذاء العدو. واعتبرت حنان عشراوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أن إطلاق صواريخ القسام يعد أمرا طبيعيا بالنظر إلى العدوان الصهيوني.