في ظل حملة التحريض التي تقودها تل أبيب معلومات أميركية تؤكد نية إسرائيل شن عدوان على غزة
غزة - ضياء الكحلوت تزايدت خلال الأيام الماضية حدة التحريض ضد قطاع غزة، الأمر الذي رأت فيه حركة المقاومة الإسلامية حماس مؤشرات على نوايا إسرائيلية باستهداف القطاع الذي تعرض لحرب إسرائيلية قاسية شتاء العام 2008. وتزامن التحريض الإسرائيلي مع عمليات عسكرية محدودة شنتها القوات الإسرائيلية على غزة متزامنة أيضاً مع تحضيرات قتالية وتدريبات عسكرية يقوم بها الجيش الإسرائيلي هدفها القطاع وجنوبي لبنان. ووسط الحديث عن احتمالات الحرب والعدوان برزت قضية الصواريخ التي سقطت على إيلات الإسرائيلية والعقبة الأردنية والتي نفت حماس وفصائل فلسطينية أخرى أي علاقة لها بإطلاقها وذهبت حتى التشكيك برواية سقوطها. نوايا إسرائيلية أبلغ مسؤول فلسطيني مقرب من صنع القرار برام الله ل "العرب" أن السلطة الفلسطينية تلقت في مايو الماضي معلومات من أوساط أميركية تفيد بنية الاحتلال الإسرائيلي القيام بعملية عسكرية ضد قطاع غزة. وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الحديث يدور عن رسالة وجهت من إسرائيل للسلطة الفلسطينية مفادها أن العدوان على قطاع غزة قادم، دون تحديد موعد هذا العدوان. ولا يستبعد هذا المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن تكون قضية الصواريخ على إيلات مفبركة والغرض منها زيادة التحريض ضد القطاع وتخريب علاقات حماس بمصر. والنوايا الإسرائيلية أيضاً لا تُخفي حماس معرفتها، فهي ليست بحاجة إلى رسائل واتصالات ليقال لها إن إسرائيل تحضر لعدوان على القطاع، وفق ما ذكر ل "العرب" القيادي البارز بالحركة د. صلاح البردويل. وأضاف البردويل "واضح أن التصريحات الإسرائيلية والتصعيد المتعمد والمقصود ضد قطاع غزة يهدف للزج بحماس في قضية الصواريخ المزعومة على إيلات والعقبة"، موضحاً أن رواية الصواريخ متضاربة للغاية. وأشار البردويل إلى أن حماس تؤمن بأن المقاومة ضد إسرائيل يجب أن تكون داخل الأراضي الفلسطينية ولم يسجل ضدها أي عملية خارج حدود فلسطين التاريخية. ضربة غزة وعن الهدف من هذا الاتهام لحماس، قال البردويل "نحن نعلم أن هدفها المزيد من الضغط على غزة والتحضير لضربة على القطاع، وللأسف تشارك أطراف فلسطينية وعربية بهذه التحضيرات". واتهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس وسائل إعلام تابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وصحفاً إسرائيلية وتصريحات مصرية بأنها تمارس التحريض ضد قطاع غزة، محذراً من أي حرب قد تشن على غزة. ورأى البردويل أن هذا التحريض يستهدف إعطاء إسرائيل ذرائع ومبررات أمام الرأي العالمي لضرب قطاع غزة، متعهداً بأن تواجه حركته وجناحها العسكري كتائب القسام وقوى المقاومة بغزة أي عدوان على القطاع. في الأجندة الإسرائيلية وفي السياق ذاته يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية سمير حمتو أن أمر قيام إسرائيل بمهاجمة القطاع وارد وقد وضعته الحكومة الإسرائيلية على أجندتها، مشيراً إلى أن المعطيات الميدانية على الأرض والتطورات السياسية هي التي ستحدد موعد وشكل الحرب وحدودها الجغرافية. وقال حمتو ل "العرب": "أعتقد أن التصعيد الإعلامي الإسرائيلي والتحرشات العسكرية سواء على حدود القطاع أو على الحدود اللبنانية هي تحرشات استفزازية هدفها اختبار المقاومة وجرها إلى مربع الرد وبالتالي إيجاد المبررات من أجل شن الهجوم عليها". ويعتقد حمتو أن سرعة اتهام إسرائيل لفصائل المقاومة في غزة بإطلاق صواريخ غراد من سيناء باتجاه إيلات والعقبة قبل أن ينجلي غبارها تثير الكثير من الشكوك حول النوايا الإسرائيلية لاستغلال هذه الحادثة لخلط الأوراق في المنطقة وتوتير الأجواء مع بدء الحديث عن المفاوضات المباشرة. ودعا الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية فصائل المقاومة إلى أن تأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد وتوخي الحذر والتعامل بذكاء مع الاستفزازات الإسرائيلية التي تهدف إلى جر المنطقة إلى حرب جديدة