يشهد الترجي تحوّلات كبيرة على صعيد الزاد البشري. فقد فرّط الفريق في عدة عناصر وعَزّز صفوفه في المُقابل بفيلق من اللاعبين لسدّ الشُغورات وبحثا عن اضافات نوعية في كلّ الخطوط. ومن المنتظر أن يظهر الترجي خلال الموسم القادم بثوب جديد على أن تبقى الأهداف ثابتة خاصّة أن جمهور الفريق لن يقبل بغير الألقاب والأفراح. مرحلة التجديد بلغ الترجي خلال الأشهر الأخيرة أعلى درجات المجد بعد تأكيد زعامته المحلية و"غزو" القارة الافريقية في مُناسبتين مُتتاليتين فضلا عن العودة إلى دائرة العَالمية (ولوأن الفريق كان أمام فرصة تاريخية لتحقيق مكاسب أكبر في مُونديال الإمارات). وإثر النجاحات الكبيرة التي تحقّقت على كلّ الواجهات كان من الطبيعي أن يدخل الفريق مرحلة جديدة يقع بموجبها التخلي عن عدة أسماء انتهت صلوحيتها أو أنّها لم تعد قادرة على تقديم المزيد بعد فوزها بكلّ الألقاب المُمكنة وقياسا برغبتها في خوض تحديات أخرى وتحصيل مكاسب مالية في بطولات خارجية كما حدث مثلا مع "كوم" وبقير. ويُمكن القول إن الترجي يعيش نهاية "حَقبة ذهبية" ليُعيد ترتيب بيته ويدخل مرحلة مُغايرة. الكرة في ملعب الشعباني يَعتبر الكثيرون أن مدرب الترجي معين الشعباني يقف أمام تحدّ كبير لعدة أسباب موضوعية يُمكن أن نختزلها في نُقطتين رئيسيتين. النقطة الأولى تكمن في تضاعف مسؤوليات الشعباني بعد أن جدّدت فيه هيئة المدب الثقة ليُواصل قيادة الفريق. وهذه الثقة تضعه أمام حتمية تعزيز المكاسب المُنجزة مع الإرتقاء بالأداء إلى المُستويات المنشودة. أمّا النقطة الثانية فإنّها تتمثّل في الطرق التي سيسلكها الشعباني ليصنع فريقا مُتكاملا ومُتجانسا في ظرف زمني معقول. وهذه المَهمّة لن تكون سهلة قياسا بالكمّ الهائل للمُغادرين والوافدين. وتبدو المأمورية أصعب و"أخطر" في ظلّ التَفريط في عناصر ذات ثِقل كبير في "المَاكينة" الترجية كما هو شأن "كُوم" والشعلالي وبقير وقد تتّسع القائمة لتشمل بن محمّد والبلايلي. المَهمّة تبدو صعبة لكن الشعباني أظهر ثقة عالية لإنجاح "العملية التجميلية" التي ستخضع لها الجمعية لتعود في حلّة جديدة وربّما أكثر قوّة وإقناعا. أمر واحد يطالب به الإطار الفني للفريق هو القليل من الصّبر خاصّة أن التشكيلة الجديدة في حاجة إلى بعض الوقت لتحقيق الإنسجام. انتدابات واعدة يُعلّق الإطار الفني للترجي آمالا عريضة على الوافدين الجُدد لتعويض الأسماء المُغادرة ولِمَ لا تقديم مردودية أفضل مِمّا كان عليه الأمر في السّابق خاصّة أن القيمة الفنية للمُنتدبين مُحترمة. وهُناك عامل آخر قد يُساهم في تفجير طاقات الوافدين وهو رغبتهم الشديدة في اثبات الذات وتحقيق نجاحات كبيرة ومن شأنها أن تفتح لهم آفاقا جديدة في سيناريو مُكرّر لما عاشته عدة أسماء صنعها الترجي وجعلها في القمّة كما هو شأن بن محمّد والبدري والبلايلي. حلول بالجُملة بالنّظر إلى الزاد البشري المُتوفّر بحوزة الترجي يُمكن القول إن الإطار الفني يملك خيارات كبيرة في كلّ الخطوط وما عليه إلا أن يُحسن توظيف اللاعبين وخلق الإنسجام المأمول بينهم. الشباك تبدو في أمان في ظل تواجد بن شريفية والجريدي فضلا عن انتداب الحارس الواعد صدقي الدبشي واستعادة خدمات وسيم القروي. في الدفاع تعزّزت المجموعة بخبرات الجزائري عبد القادر بدران الذي سيقدّم حتما اضافات كبيرة ل "المنظومة" الدفاعية فضلا عن تقوية المنافسة مع الذوادي وشمّام واليعقوبي. ولاشك في أن الجهتين اليمنى واليسرى تملكان بدورهما كلّ مقوّمات النجاح في ظل تجديد الثقة في الدربالي والمباركي والربيع وعقد صفقة مُثمرة مع الظهير الأيسر لشبيبة القبائل إلياس الشتي (وقد تتّسع الخيارات في الخانة اليسرى إذا تمّ تجديد عقد بن محمّد أوانتداب بن راجح). وعلى مستوى خط الوسط خسر الترجي خدمات "كوم" والشعلالي ومع ذلك فإن البدائل مُتوفّرة في ظل تواجد "كوليبالي" (مُصاب حاليا) والمسكيني والغاني "كوامي" والجزائري بن غيث الذي أظهر مهارات كبيرة في التغطية والمساهمة في بناء العمليات الهجومية. وفي السياق نفسه يريد الشعباني استثمار المُرونة الكبيرة التي أظهرها فادي بن شوق ليكون هَمزة الوصل بين خطي الوسط والهجوم حيث توجد العديد من الأسماء القادرة على صناعة الخطر وهزّ شباك الخصوم. وهُناك عدة "أسلحة" مُهمّة في المنطقة الأمامية مثل البدري والهوني وبن صغير والجزائري بن ساحة القادر على إحداث الفارق عبر لمسته الفنية واتقانه لتنفيذ الكرات الثابتة. ومن المُتوقّع أن يكون هجوم الترجي من نار في ظلّ تواجد عنصرين بمواصفات الخنيسي والإيفواري "واتارا" الذي قد يقول البعض إن حَصيلته في بنزرت كانت "عادية" لكن هذا لن يمنعه حسب البعض الآخر من تفجير "ثورته" في "باب سويقة" خاصّة في ظل القيمة الفنية العالية للعناصر المُحيطة به في التشكيلة الترجية. ومن يدري فقد ينسح "واتارا" على منوال البرازيلي "ماركوس دوسانطوس" الذي جاء من بنزرت إلى الترجي ليفوز بالثنائي في 2006 ويحصل على تأشيرة الاحتراف في أوروبا. هذا وتتّسع الخيارات في كلّ الخطوط في ظل الرغبة الكبيرة للاعبين الشبان في كسب التحدي مُستفيدين من السياسة التي يسلكها المسؤولون والمدربون على مستوى تشريك أبناء النادي كما حصل في الموسم الفارط. وتضمّ القائمة عدة أسماء واعدة مثل الجبالي وبن رمضان وشارنية والمصراتي وبالريمة والسالمي... قائمة المُنتدبين صدقي الدبشي (حارس مرمى) – الجزائري عبد القادر بدران (مدافع) – الجزائري إلياس الشتي (ظهير أيسر) – الجزائري عبد الرؤوف بن غيث (لاعب وسط) – الغاني "كوامي بونسو" (لاعب وسط) – فادي بن شوق (متوسّط ميدان هجومي) – الجزائري بلال بن ساحة (مهاجم) – الإيفواري "ابراهيما واتارا" (مهاجم). مُلاحظة: الترجي قادر على انتداب لاعب آخر فوق 21 عاما.