تزامنت الجنازة المهيبة للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي مع ظهور بوادر ايجابية في تصويب السلوك السياسي نحو العقلانية من خلال تغليب الخصوم السياسيين الخطاب الانساني و العقلاني على المصالح الضيقة. ومن بين هذه البوادر الايجابية التي شدت انتباه الرأي العام جملة التصريحات والسلوكات التي قام بها معارضو الباجي قائد السبسي بعد وفاته، ومن ذلك قالت النائبة من التيار الديمقراطي سامية عبو إن تونس ودعت رمزا للدولة ورمزا لوحدتها يمثل جزءا من تاريخ تونس. وتابعت بالقول :» لاتجوز على الرئيس الراحل سوى الرحمة لو انه ظلمني فإني أسامحه ولو اني ظلمته فليسامحني››. هذا التصريح الذي يأتي بعد تصريحات مناقضة أطلقتها سامية عبو أبرزها نعتها للرئيس الراحل ب››رئيس المافيا›› قابله نجل رئيس الجمهورية حافظ قائد السبسي بترحيب قائلا:» اذ ننظر بعين التقدير لكل من شاطرنا حزننا على رحيل المرحوم وخاصة خصومه السياسيين فإننا نقول للسيدة سامية عبو مرحبا بك في بيتنا متى شئت لتقديم التعازي لعائلة الفقيد». كما شهدت جنازة الباجي قائد السبسي حضور خصمه السياسي منصف المرزوقي. ونقلت عدسات الكاميرا تعازيه الحارة لعائلة رئيس الجمهورية وتصريحاته التي أكدت أن الاختلاف مع الفقيد كان سياسيا في اطار القانون والدستور . علاوة على ذلك سجل موكب تشييع الباجي قائد السبسي حضور العديد من الشخصيات السياسية التي كانت لها تحفظات من ادارة الفقيد للمرحلة على غرار حمة الهمامي وعبير موسي. وعلى هذا النحو قدمت تفاصيل الجنازة المهيبة للباجي قائد السبسي ارتقاء أخلاقيا سياسيا يأمل الجميع في عدم التراجع عنه والبناء عليه في الحملات الانتخابية التي باتت على الأبواب.