قصة حب رشوان توفيق لزوجته، ووالدة ابنته الإعلامية هبة رشوان، امتدت على مدار أكثر من 6 عقود، تزوجها وهي في السابعة عشر من عمرها، بعدما التقها في عرض "شهريار" الذي لعب بطولته في الجامعة، ووقع في غرامها، وعاشا معًا لفترة في منزل والده، وكانت معه في السراء والضراء، وهو ما لم يمنعه من البقاء إلى جوارها آخر ثلاث سنوات في حياتها، حيث أقعدها المرض وكانت بحاجة لمن يرعاها، ففضلها على الفن، ورفض العديد من الأدوار المعروضة عليه كي يكون بمعيتها، حتى ودعها إلى مثواها الأخير. وإليكم تفاصيل القصة الرائعة! لقد توفت زوجته أميمة يوم 17 جويلية 2019 بعد صراع مع المرض فلم يتمالك رشوان نفسه خلال تشييع جثمانها وانهار من البكاء فى الجنازة لحبه الشديد لها . حب غامر لقد ارتبط بها ولديها 17 سنة ...ولم يترك مجالا إلا وتحدث عن دورها فى حياته وصفها بملكة جمال وقال عنها: "شالتنى وأنا طالب ومفلس وتحملت معى كل الصعاب عاشت معى على الحلوة والمرة وعمرها ما اشتكت أنا بحبها دلوقتى أكتر من أيام الشقاوة" وعليه فقصة حب رشوان لأميمة هي واحدة من قصص الحب الملهمة التي وقعت في الوسط الفني المصري، واستمرت لأكثر من 60 عاما. تلك القصة التي لم يشعر بالخجل وهو يتحدث عنها بعد سنوات طويلة من الزواج، وكيف لعب القدر دروه في لقائهما معا، حينما كان يشارك في بطولة مسرحية "شهريار" بالجامعة. وأرسل دعوات إلى شقيقة تلك الفتاة من أجل حضور العرض، خاصة أن علاقة صداقة تربطها بواحدة من عائلة رشوان توفيق، وهو ما جعله يحضر الدعوات. في ذلك اليوم لم تكن الفتاة ترغب في الذهاب بصحبة شقيقتها إلى العرض، حيث توسل إليها الجميع من أجل الذهاب واستجابت في النهاية، لكنها لم تفكر في المرور على غرفة رشوان توفيق وتحيته بعد انتهاء العرض. إلا أن الصدفة لعبت دورها حينما استمع رشوان توفيق إلى حديث الثلاثي النسائي بعد انتهاء العرض، حيث كن يتناقشن حول الزواج، فوجد تلك الفتاة تؤكد على أنها ترغب في أن تقف إلى جوار من ستتزوجه وتتحمل معه مصاعب الطريق. لتنطلق شرارة الحب في قلبه، وهو ما علق عليه توفيق قائلا "أراد الرحمن أن يحفظني بزواجي منها"، حيث تزوجا وهي في السابعة عشرة من عمرها وانطلقت رحلة كفاحه معها، خاصة أنه تزوج وهو مازال يدرس، وظل مقيما في منزل والده ثلاث سنوات. واسترجع رشوان توفيق ما كان يحدث طيلة تلك السنوات حينما كان يمر بضائقة مالية، مؤكداً على أنها لم تشعره في يوم من الأيام أنه يمر بأية أزمة مالية. مشيرا إلى أنه في الثلاث سنوات الأخيرة لم يكن يغادر منزله كي يظل إلى جوار زوجته يرعاها صحياً، وحينما كان يضطر للخروج كان يلقي بتعليماته إلى الجميع من أجل البقاء إلى جوار زوجته وعدم المغادرة. وأرجع سبب اعتذاره عن العديد من الأعمال إلى حاجته للبقاء إلى جوارها، معلقا على ذلك قائلا "شالتني في السراء والضراء"، مؤكداً أنه كان يقول لها في سنواتها الأخيرة إنه يحبها أكثر مما كان يحبها وهي في السابعة عشرة من عمرها. وظهر توفيق وهو يغالب دموعه في جنازة زوجته، التي عاش معها 62 عاماً قبل أن يلقي نظرته الأخيرة عليها. ورفض الفنان رشوان توفيق خلال السنوات الثلاث الماضية الارتباط بأي أعمال فنية، وفضل ملازمة زوجته المريضة التي توفيت بعد صراع مع المرض. مسيرة ممثل إذن لقد تزوج رشوان من زوجته الراحلة بعد حضورها أحد العروض المسرحية التي كان يشارك في تمثيلها، وأعجب بها وتزوجها، حيث أقام ثلاث سنوات في بيت والده. ورشوان توفيق هو ممثل مصري من مواليد 24 نوفمبر 1933 لمع في العديد من الأدوار وخاصة في التليفزيون والمسرح. وتخرج رشوان توفيق من معهد الفنون المسرحية والتحق للعمل بالتليفزيون منذ إنشائه حيث عمل مدير استديو ثم مساعد مخرج حيث عمل مساعد للمخرج كمال أبو العلا في برنامج "من الجاني؟"، ثم تقدم لاختبار المذيعين ونجح ليصبح مذيعا حتى ينطلق من الشاشة إلى مجالات فنية أوسع حيث قدم برنامج شبابي. وعندما تكونت فرقة مسرح التليفزيون كان من أوائل المنضمين لها وشارك في أول مسرحية وهي شيء في صدري إخراج نور الدمرداش. وفي ذلك الوقت تم اسناد إخراج برنامج "من الجانى ؟" له ورغم مشاركاته السينمائية القليلة إلا أنه حصل على جائزة التمثيل دور ثاني لفيلم جريمة في الحي الهادئ إخراج حسام الدين مصطفى. قدم للتليفزيون جميع الأدوار منها الشرير والكوميدي والصعيدي والاجتماعى والديني حتى أنه احتكر الأدوار الدينية في مسلسلات رمضان في فترة من الفترات، وتميز في أدوار الرجل الصعيدي في الضوء الشارد والليل وآخره وفي المسلسلات التاريخية كما في مسلسل سليمان الحلبي وعرض له مؤخرا أصعب قرار وامرأة فوق العادة. وشارك في مسلسل صدر عام 2010 مع أميرة العايدي وشريف منير وزيزي البدراوي بعنوان بره الدنيا. ****** في النهاية تركت صور رشوان توفيق أثناء تشييع زوجته لمثواها الأخير الحزن لدى رواد التواصل الاجتماعي، الذين وصفوه بالرجل القدير والمخلص لزوجته، الذي أكد مراراً أنه يحبها أكثر مما كان يحبها وهي في سن ال 17. ! ولعل في قصته خاصة لكبار السن عبرة ...عبرة الحب وعبرة الوفاء وعبرة العشرة !