بقدر النجاح الكبير الذي حققه بسام الحمراوي و كريم الغربي الجمعة الماضي في مهرجان سوسة من خلال الإقبال الكبير على عرضهما « دوبل فاص « ، لم يوفق الثنائي في تقديم نص يستجيب لمقومات العمل المسرحي ، فكان العرض ب « فاص « واحد . مكتب الساحل (الشروق) كان جمهور مسرح الهواء الطلق «سيدي الظاهر» بسوسة مساء الجمعة 2 اوت على موعد مع العرض الكوميدي «دوبل فاس» للممثلين بسام الحمراوي وكريم الغربي في إطار الدورة ال61 لمهرجان سوسة الدولي . العرض استقطب أكثر عدد من المتفرجين منذ انطلاق المهرجان حيث غصّت مدارج المسرح مما جعل العديد يجلسون في الممرات وآخرين تابعوا العرض وقوفا ، «الكل جاؤوا لمشاهدة بسام وكريم اللذين تابعوهما في برنامج «أمور جدية» ومن خلال الشخصيات التي تقمصاها في سكاتشات هذا البرنامج فالجمهور شاهدني في التلفزة جاء للمسرح لإعاد مشاهدتي في الصورة التي رآني فيها على الشاشة « حسب ما أكّده كريم الغربي، وعكَس العرض هذا التوجه الذي كان في مجمله عبارة عن مجموعة من «السكاتشات» المترابطة وفق صيغة الاستدراك تصوّر مظاهر الإحتفال بالزواج وبعض تفاصيل الحياة اليومية للزوجين وأخرى تتعلق بتصرفات الرجل والمرأة وأخرى تتعلق بجوانب من الحياة الإجتماعية من خلال وضعيات ساخرة وإن وظف فيها بسام وكريم قدراتهما الكوميدية والتمثيلية التي أبرزت الكثير من نقاط القوة سواء حركيا أو لفظيا أو إيمائيا مؤكّدين جدارتهم بالصعود على الركح ،فإن النص المنطوق كان دون هذه القدرات التمثيلية ، بمضمون بسيط يصل في الكثير من المواضع الى حد الضعف وسطحية بعض المواضيع المطروحة ،ولكن القدرات الكوميدية المتنوعة والثرية للممثلين أنقذت مستوى النص وشدت المتفرجين بذكاء رغم طول المسرحية التي امتدت على ساعتين. وفسر بسام الحمراوي مستوى النص المنطوق في رده عن سؤال «الشروق» قائلا « الجمهور جاء ليضحك بالأساس ولا يجب أن نعسر له فهم ما يقال، لم يعد في حاجة إلى التلميح أو الإرشاد فالجمهور جماهير فإذا قررت التوجه الشعبي لابد أن يكون عن طريق المسرح الشعبي وهو مسرح نبيل في حد ذاته فالعملية ليست بالسهلة «، فيما قال كريم الغربي « لا يمكن أن نكون كل المسرحيين على نفس التوجه والمضمون فالفسيفساء مطلوبة في المشهد المسرحي التونسي والجمهور أذواق فلا يمكن ان نكون كلنا توفيق الجبالي أو فاضل الجعايبي لابد من التنويع ، إضافة الى أن الأمور صعبت كثيرا فكل شيء تم الحديث فيه والفايسبوك أصبح يتضمن مواقف مضحكة جدا مما جعل مهمتنا صعبة ، فنحن نشتغل على نوعية خفيفة يتقبلها الجمهور فبسام قدم سابقا مسرحية بعنوان «ستاند آب» تضمنت تقنيات مسرحية مدروسة ومضمونا فنيا راقيا ولكن عندما عرضها طالبه الجمهور بشخصيتيِ «مباركة ومبروكة» والعديد خرجوا من المسرح وتركوه «، مسرحية «دوبل فاس» أكّدت ميلاد وجهين كوميديين قادرين بتواجد عين في الإخراج وأخرى في التأليف على بلوغ أعلى درجات هذا الفن الصعب وضمان مقعد دائم في الصف الأمامي للمشهد المسرحي التونسي في ظل القاعدة الجماهيرية الكبرى التي اكتسباها والتي يرجع الفضل فيها بنسبة كبيرة إلى الشهرة التلفزية ولدعمها والحفاظ عليها لابد من الإشتغال أكثر على المضمون لأنه الضامن لاستمرار هذه الشهرة لأن المسرح هو الذي يمضي على شهادة إستحقاقها.