مكتب سليانة (الشروق) عبر طرقات ملتوية على اطرافها رائحة الاكليل والصنوبر والاعشاب البرية وفي وسط ثاني اطول جبل بتونس توجد محمية جبل السرج اين يستطاب فيها المكوث اوالتخييم لسحر مناظرها الطبيعية الخلابة ونقاء الهواء المحمل بنسمات عليلة مع غروب الشمس. محمية جبل السرج تقع في ريف سيدي حمادة التابع لسليانة الجنوبية اضحى من السهل الوصول اليها لافتات وضعت عبر الطريق الوطنية رقم 04 تلعب دور الدليل السياحي وعبر الطريق الجهوية الرابط بين سليانة والقيروان يتفرع الطريق في اتجاه جبل السرج الذي رسمتها الطبيعة على شكل سرج حصان صورة تجعل الزائر يعيش الغبطة على امل الوصول سريعا ...ومنذ الوصول الى ريف سيدي حمادة يزداد المشهد جمالا وتقترب الصورة اشجار غابية تفوح منها روائح عبقة زاد من روعتها حفاوة اهاليها الذين يستقبلون زوارهم بالترحاب والارشاد نحوالمحمية التي اضحت مزارا للعديد من العائلات وعشاق الطبيعية والمغامرين. عودة الحياة عديد الاعشاب البرية والحيوانات كانت قاب قوسين اوادنى من الانقراض لكن عادت تظهر من جديد كالقط البري والقنفد وابن اوى وغيرها من الحيوانات وحتى الطيور لكن الحدث هوعملية استيطان الغزال الاطلسي حيث تم توطينها من جديد بعد ان انقرضت في 1920 وبفضل نشطاء من المجتمع المدني تم التنسيق مع جمعيات في اسبانيا ليتم جلب 45 غزال الذي بدأ في التكاثر طبيعيا بفضل العناية من قبل اطارات واعوان التابعين لادارة الغابات في انتظار ان يتم تسريحها في ربوع جبل السرج مترامي الاطراف. جل تلك العوامل جعل من بعض المستثمرين يقومون بمشاريع هناك من اجل توفير الاريحية للزوار الذين يتوافدون لاكتشاف كنوز الطبيعة بشكل مكثف خاصة مع عطلة نهاية الاسبوع كما ان هناك مشاريع سياحية في انتظار تطبيقها في المستقبل باعتبار ان جميع المقومات تجعل من المحمية منطقة سياحية بامتياز شجرة الدل ولعبة الحظ لعل الشيء الفريد اي يميز تلك المحمية خاصة وجبل السرج عموما انه توجد شجرة الدل التي تشتهر بها دولة كندا وبعضها موجود في انتاكيا وسوريا مما جعل ندرة وجودها قيام بعض الغيورين على الجهة بتاسيس جمعية "الدل" فتم الاعتناء بها ليصل عددها الى 135..تلك الشجرة التي جلبتها ذات زمن الطيور المهاجرة لتعشش في ادغال السرج جلبت الحظ لربوع تلك المنطقة حيث تم تمويل مشاريع تدخل في خانة تهيئة المنطقة كوجهة سياحية فمن السهل ان تصل الى المحمية ومن الممكن زيارة الغزال الاطلسي بعد اخذ الاذن من المصالح المعنية. وعموما فان المحمية والتي كانت من العسير الوصول اليها اضحى الان من اليسير التحول نحوها والاستمتاع بروعة الطبيعة ومناظرها الخلابة مما تجعل من الزائر يمني نفسه العودة اليها على امل ان تنجز مشاريع اخرى لان هناك مقومات تمهد الطريق نحوالاستثمار حتى تتحول الى منتجع سياحي تحقيق عبد السلام السمراني