جندوبة - الصّباح: نظمت ولاية جندوبة يومي 21 و22 نوفمبر الحالي زيارة ميدانية لوفد اعلامي يمثل مختلف وسائل الاعلام.. وهي عادة دأبت عليها الولاية للاطلاع على أهم المنجزات الفلاحية والسياحية والصناعية والبيئية التي تحققت بالجهة وكانت الزيارة فرصة للتعرف على آخر الاستعدادات لدخول مشروع انجاز الطريق السيارة وادي الزرقاء-بوسالم هو الجزء المتواجد داخل ولاية جندوبة والذي يقدر طوله بحوالي 58 كلم ومن خلال متابعتنا لأشغال المجلس الجهوي للولاية تأكد لنا أن بداية الأشغال ستنطلق خلال السداسية الأولى من سنة 2010 بتكلفة جملية بحوالي 500 مليون دينار مع الإشارة إلى أن عملية الانتزاع من الخواص لا تتعدى ال7 هكتارات والبقية أملاك الدولة وهو ما يسهل السرعة في الانجاز. وفي نفس جلسة المجلس تم تقديم تقرير خاص بإحداث القطب التكنولوجي لإقليم الشمال الغربي بجندوبة والذي يشمل ولايات الكاف وسليانة والكافوجندوبة وسيهتم بالخصوص بالزراعات الكبرى وتربية الماشية ووضع برنامج ارشاد يرتكز على مشاغل واهتمامات الفلاحين بالترابط مع نتائج البحث العلمي لجعل كافة الاقليم منطقة تحقق القيمة المضافة لهذين المنتوجين ليكونا في مستوى ما هو متواجد في الدول المتقدمة. الحديقة الوطنية بالفايجة وشملت الزيارة أيضا التحول إلى منطقة الفايجة التي تحولت إلى محمية والتي تبعد حوالي 17 كلم عن مدينة غار الدماء وكان لنا موعد مع الحديقة الوطنية بهذه الجهة التي تقع على امتداد جزء كبير من جبال خمير ووسط غابات الفرنان (الفلين) والزان وسهول وادي مجردة يتعايش فيها أصناف عديدة من الحيوانات يتجاوز 25 نوعا من الثدييات حيث يمثل فيها الإيل الأطلسي أهم الحيوانات التي تميز غابة الفايجة والتي من أجله أحدثت محمية خصصت لرعايته والعناية به والمحافظة عليه من الإنقراض وسط مكان مسيج مساحته 417 هكتارا. وحسب البيانات التي قدمها لنا المسؤولين عن المحمية فإن هذا النوع من الحيوانات والذي يعرف أيضا بالبقر الوحشي يعتبر الفريد من نوعه في العالم ولا يوجد إلا في منطقة الفايجة من البلاد التونسية، كما يتوفر بالغابة الخنزير البري الذي يخصص له موسم الصيد في مثل هذا الوقت ويساهم في جلب الصيادين من تونس ومن عدة دول أوروبية، وكذلك ثعلب الأطلس والسبع وحيوان «النمس» المتواجد خاصة بالاحراج والمعروف بحدة بصره وذكائه لذلك يضرب به المثل فيقال «فلان عينيه كالنمس» وهو ماهر في صيد الأفاعي فرغم افتقاره لجهاز مناعة يحميه سم الأفاعي فإنه لا يخشى مصارعتها... ويوجد أيضا الخفافيش التي اختارت تجاويف الأشجار لتقيم فيها. مراقبة والمحافظة علىها من أجل توفير أفضل لحماية المحمية أنجز سياج للمحمية للمساهمة بالخصوص كما ذكرنا في الحفاظ على قطيع الإيل الأطلسي ومساعدته على تنمية أعداده وتكاثرها. وفي سنة 1966 أدرجت منطقة الفايجة ضمن قائمة منع الصيد البري فيها، وفي سنة 1990 توسعت لتتحول إلى حديقة وطنية على مساحة 2632 هك. وفي سنة 1999 تم بعث جمعية ذات مصلحة مشتركة لمتساكني غابة الفايجة تجسيما للتنمية المستديمة بالجهة، وكانت أحدثت من قبل وتحديدا في أوت 1995 الجمعية التونسية لحماية الطبيعة والبيئة بغار الدماء وحدثنا رئيسها السيد العياشي المرسني عن مهامها وأنشطتها ومشاريعها فذكر بأنها متعددة ومتنوعة منها مشروع التنمية الأكولوجية التشاركية والمندمجة بالمناطق الجبلية المحاذية للحديقة الوطنية بالفايجة ومن أهدافه تحسين ظروف عيش المتساكنين، ومشروع المحافظة على المنظومات البيئية. ولعل ما لفت انتباهنا احداث مشروع تهيئة فضاء استراحة بحديقة الفايجة والذي دخل حيز الانجاز منذ حوالي سنتين وهو مكان فسيح يجمع بين التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة والاستماع الى أصوات حيوانات الغابة لتحول المكان إلى سمفونية لا يمكن استيعابها إلا في حديقة الفايجة. وفي الحديقة أيضا مجموعة من الحرفيين من أهالي الجهة وهم بصدد تقطير الزيوت الروحية على غرار شجرة الريحان وهي دواء لعدة أمراض مثل مرض السكري أوضغط الدم أو المفاصل.. وتقدم للضيوف والزائرين عدة أصناف من عسل الغابة أهمها العسل المر وهو مستخرج من نبتة نادرة في الحديقة ولا ننسى كذلك العديد من الأعشاب الطبية التي ثبتت نجاعتها لأمراض مستعصية. تطور سياحي وفي مدينة طبرقة كان لنا لقاء مع السيد أحمد الكلبوسي المندوب الجهوي للسياحة بطبرقة-عين دراهم الذي قدم لنا بسطة ضافية عن تطور القطاع السياحي في جهتي عين دراهموطبرقة فذكر لنا بأنه تم انجاز مسالك سياحية ذات طابع تراثي وثقافي وبيئي وقرى خاصة بمنتوجات الصناعات التقليدية.. ونالت استحسان السياح خاصة الجزائريين الذين لهم الفضل الكبير في فتادي تراجع عدد السواح وعائدات السياحة. وأكد لنا السيد الكلبوسي أن الجهتين وجهات أخرى مثل فرنانة وبني مطير والفايجة ستعرف على مدى السنوات القليلة القادمة قفزة سياحية نوعية يساهم مطار طبرقة الدولي في جلب المزيد من السياح في ظل بنية أساسية لاحظنا بالفعل أنها تطورت إذ لم نعد نشاهد تلك الطرقات الضيقة والخطيرة.. كما كنا نعرفها من قبل.