رغم المشاكل المادية والعراقيل الإدارية المرتبطة أساسا بخطايا "الفيفا" والتهديدات المتواصلة بتمديد عقوبة المنع من الإنتدابات يواصل النادي الإفريقي تحضيراته وسط أجواء مفعمة بالتفاؤل بموسم جديد أفضل من سابقه يأمل فيه الأحبّاء أن يتخطّى فيه فريقهم الخيبات الماضية ويستعيد بريقه المحلي والقاري. تحضيرات الإفريقي ستتواصل بالملعب البلدي باريانة إلى غاية منتصف الأسبوع القادم موعد التحوّل من جديد إلى المحطّة الإستشفائية بحمام بورقيبة للدخول في تربّص ثان وأخير سيختتم به الفريق إستعداداته للموسم الجديد. في جانب آخر سيستهل أبناء باب الجديد السلسلة الثّانية من اللقاءات الودية عشية اليوم بمواجهة فريق جمعية إريانة وهي مباراة سيغيب عنها اللاعبون الأساسيون بما أنّ الإطار الفنّي خيّر الإعتماد على مجموعة من اللاعبين لمزيد إختبارهم وفي الأثناء سيخوض الفريق الأوّل مباراة ودية يوم غد الأربعاء بملعب الشاذلي زويتن بداية من الساعة الرابعة بعد الظّهر ضدّ فريق الضّمك السّعودي والأكيد أنّ اللقاء سيشكّل إختبارا مفيدا وفرصة سانحة للإطار الفنّي لمزيد الوقوف على إستعدادات جميع اللّاعبين ومدى تجاوبهم مع ماكان يطلب منهم اثناء التمارين. وعلى عكس ما تمّ الإشارة له فإنّ لقاء الغد سيدور دون حضور جمهور بعد أن رفضت السّلط الأمنية فتح أبواب ملعب زويتن أمام أحبّاء الأبيض والأحمر لمواكبة المباراة وقد ينسحب نفس القرار على المباراة الودية الثالثة المبرمجة ليوم الأحد 10 أوت ضد مستقبل سليمان. الذوادي خارج الحسابات لئن عاد اللاعب زهيّر الذوادي الى أجواء التمارين بشكل عادي بعد أن تعافى من الإصابة التي لحقته على مستوى الركبة فإنّ ظهوره في اللقاء الودي المبرمج ليوم غد سيكون مستبعدا خاصة أمام خيار الإطار الفنّي بعدم المجازفة بإشراكه ونفس الشيء بالنسبة لللاعب البينيني "رودريغ كوسي" الذي مازال يعاني من نقص كبيرعلى مستوى اللياقة بعد العودة المتأخّرة للتمارين ومعلوم أنّ نفس اللاعب قد تلقّى في نهاية الأسبوع الفارط دعوة من الإتحاد البينيني لكرة القدم للمشاركة في دورة دولية وديّة تنظمها اتحادات غرب إفريقيا والتي ستنطلق يوم 8 أوت وإلى غاية 18 من نفس الشهر لكن يبدو أنّ إدارة الإفريقي قد رفضت تسريحه باعتبار أن هذه الدورة غير مدرجة بأيام ال«فيفا». «موشيلي» يستأنف التمارين أشرنا في عدد سابق الى التطوّر الإيجابي في الحالة الصحّية للاعب الكاميروني "ابراهيم موشيلي" الذي كان يعاني من التهاب " فيروسي" إضطرّه للإقامة بإحدى مصحّات العاصمة للتداوي الأسبوع الفارط . "موشيلي " وبحسب تقرير الإطار الطبّي تعافى كليّا من مرضه ومن المفروض أن يكون قد عاد أمس إلى أجواء التمارين لكن بصفة منفردة حيث سيخضع الى فترة من التأهيل البدني على إمتداد كامل هذا الأسبوع قبل الإلتحاق بتمارين المجموعة. فرصة أخيرة أمام هؤلاء بعد فشل الأجانب في تحقيق الإضافة وتراجع مستوى بعض اللاعبين خاصة من ركائز الفريق ارتفعت الأصوات المنادية بدعم الشبّان ليكونوا البديل الأفضل وتتاح لهم الفرصة لإبراز مؤهّلاتهم وقدرتهم على تأمين الإضافة وهو ماحصل في منتصف الموسم الفارط حيث إلتجأ المدرّب السّابق "فيكتور زفونكا" الى هذا الخيار ومنح فرصة الظّهور ولو بنسب متفاوتة لعدد من اللاعبين على غرار سند الخميسي وأيوب مشارك ويوسف العياشي والصالحي والعبيدي وغيرهم لكن النتائج كانت مخيّبة للآمال واغلب هؤلاء لم ينجح في استثمار الفرصة بالشكل اللازم وكان مرورهم في تشكيلة الأكابر باهتا . نفس الإنطباع يبدو انّه حصل أيضا للمدرّب لسعد الدريدي الذي بدا وكأنّه غير راض إلى حدّ الآن على مردود عديد العناصرالشابة الموجودة لكنّه مازال يأمل أن يتدارك البعض منهم ما فاتهم ويحسنوا إستغلال اللقاءات الودية المقبلة للبروز قبل أن يسقطوا من حساباته نهائيا. صراعات أساءت للجمعية على منوال ماحصل في بداية الموسم الفارط إختار عضو الهيئة المديرة ونائب الرئيس المكلف بفرع الشبان فوزي الصغير أن ينشر غسيل النادي خارج أسوار الحديقة و يشنّ حرب تصريحات لا مبرّر لها على رئيس النادي عبدالسلام اليونسي صدمت الأحبّاء وعكّرت الأجواء داخل قلعة باب الجديد . فوزي الصغيّر الذي كثيرا ماعدّد أفضاله على اليونسي ومساهمته الكبيرة في وصوله لكرسي الرّئاسة أتّهم في المقابل صديق الماضي بنكران الجميل والإستحواذ على سلطة القرار وتعمّد تغييب بقية الأعضاء وعدم العودة إليهم في إتخاذ القرارات مقابل الإعتماد على زمرة من المستشارين المفلسين من خارج الهيئة لتمتد بعد ذلك تصريحاته إلى الحدّ الذي تناول فيها أدقّ التفاصيل التي ماكان ينبغي لها أن تخرج للعلن. وفي النهاية مهما كانت أخطاء اليونسي ومهما كانت مبرّرات الخلاف التي لم تخرج في الأصل عن دائرة الصّراع الشخصي والرغبة في التموقع في الواجهة الامامية للنادي فإنّ ما صدر مرّة ثانية عن نائب الرّئيس (بعد فضيحة التسجيل الصوتي في الصائفة الفارطة) قد أساء كثيرا لسمعة النادي في الدّاخل والخارج ولخّص بشكل آخر طبيعة الأجواء وما يحصل صلب الهيئة المديرة ليعطي في النهاية صورة قاتمة عن نوعية بعض المسيّرين الذين جاءت بهم الأقدار صدفة للحديقة . الأكيد أن جمهور الإفريقي رغم إختلاف زوايا الرؤية أمامه فقد أصبح على قناعة تامة بأن مصير النادي ومستقبله لم يعد في مأمن طالما لاتزال مثل هذه الممارسات الهابطة والحروب المعلنة وغير المعلنة تمزّق أواصر الجمعية وتزيد في شتات العائلة.