المطر ينزل من السماء قطرة قطرة ثم يسيل في الأرض لا يقدر مخلوق أن يحصي عدد قطراته، كذلك القرآن لا يحيط أحد بأسراره، والله أعلم بحائق كتابه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: من أراد أن يتكلم مع الله فليقرأ القرآن، وبهذه الصفات يكون القرآن أجلى برهان على عظامة الخالق. ومما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الرواية والله أعلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رجلا ممن ؛كان قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله إلا تبارك فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه فقال لها إنك من كتاب الله وأنا أكره مساءلتك وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضرا ولا نفعا فإن أردت هذا به فانطلقي الى الرب تبارك وتعالى فأشفعي له، فتنطلق الى الرب فتقول يا رب أن فلان عمد الى ما بين كتابك فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه؟ فإن كنت فاعلا ذلك به فامحني من كتابك، فيجبها الله: ألا أراك غضبت، فتقول: وحق لي أن أغضب؟ فيقول: اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه. فترجع الى الملك وتحاوره فتزجر فيخرج خاسف البال لم يحل له شيء. فتتجه الى صاحبها فتضع فاها على فيه فتقول مرحبا بهذا الفم فربما تلاني ومرحبا بهذا الصدر فربما وعاني ومرحبا بهاتين القدمين فربما قامتا بي. وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه. في حديث عن ابن العباس أنه قال لرجل ألا أتحفك بحديث تفرح به؟ قال: بلي، قال: إقرأ تبارك الذي بيده الملك وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك فإنها المنجية والمجادلة تجادل أو تخاصم يوم القيامة عند ربهم لقارئها وتطلب له أن ينجيه من عذاب النار وينجي بها صاحبها من عذاب القبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو وددت أنها في قلب كل إنسان مؤمن). العربي دفدوف (حمام الأنف) من أروع ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم العلم اطلبوا العلم من المهد الى اللحد أيها الناس إنما العلمُ بالتعلّم إن العلماء ورثة الأنبياء فضلُ العلم خير من فضل العبادة تعلّموا العلم فإن تعلّمه لله خشية وطلبهُ عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد. مداد العالم أغلى قيمة من دم الشهيد مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحُفّه الملائكة بأجنحتها.