من آيات إجلاء القرآن لصدإ القلوب،أنه يذكر بالله ويدعو الى أسمى المثل، وأنبل القيم، لذلك قال صلى الله عليه وسلم في حديث روته كتب السنة بإسناد حسن: «إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد.». فقيل: «يا رسول الله وما جلاؤها؟» فقال «تلاوة القرآن». و قال صلى الله عليه وسلم في حديث أخرجه البخاري: «فضل كلام الله على سائر الكلام كفضلي على أدناكم».
و أما الصحابة فقد وقر في قلوبهم تعظيم القرآن وإجلاله وتقديسه والعمل بآدابه كالتدبر، والخشوع وطهارة الجسم والقلب، وعزيمة التخلي عما نهى عنه القرآن والتحلي بما حث عليه عملا بقوله تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب، ثم لا تنصرون. واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون}. (سورة الزمر: 54 و55)
ومن أقوالهم المعبرة عن صدق مشاعر التعظيم والإجلال للقرآن. قول عبد الله بن عمر عن رسول الله ے: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما وقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحي ويدعو إليه» رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
وقول عمر بن العاص: «القرآن مصباح في بيوتكم» وقول أبي عمامة الباهلي: «اقرؤوا القران ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فان الله لا يعذب قلبا هو وعاء للقرآن». (يتبع)