تونس «الشروق» أكد رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني أن كل ابناء حركة النهضة ومؤسساتها سيتجندون من اجل انجاح مرشحهم في الانتخابات الرئاسية وقائماتهم في التشريعية. وقال رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني أن الحركة لم تجد مرشحا توافقيا للانتخابات الرئاسية لدعمه وهو ما اثر على قرار المجلس باختيار مرشح من داخل الحركة مضيفا انه لم يكن من الممكن اتخاذ موقف الحياد الايجابي الذي اعتمد في انتخابات 2014. الغنّوشي تنازل هذا وأوضح الهاروني ان مرشحهم اليوم هو من مؤسسي حركة النهضة قبل نحو 50 عاما، «له طبيعة توافقية وشعبية داخل الحركة و لدى عموم التونسيين... لقد تحمل مجلس الشورى مسؤولية تاريخية في هذا الاختيار واتخذ كذلك قرارا يرضي ابناء الحركة التي راهن البعض على شق صفوفها او عملوا على ذلك ولكنهم فشلوا في مسعاهم» على حد قوله. وبين ان رئيس الحركة تنازل للأستاذ عبد الفتاح مورو عن طيب خاطر وهو من أقنعه بالترشح مضيفا «اخترنا شخصية من الدولة وشخصية لها تجربة لقد رشحنا رئيس الحركة للبرلمان ،هناك كلام ان ترشيح الرئيس للبرلمان خطوة سابقة لأوانها لا يجب ان نسبق الأحداث لكن ترشيح رئيس النهضة للبرلمان رسالة ان النهضة في خدمة الدولة ومن اجل إعطاء قيمة خاصة للبرلمان بحكم اننا في نظام برلماني ونريد ان تكون الشخصيات المهمة في البرلمان ليكون حوارا بناء يعطي قوانين وتشريعات ويتقدم بالإصلاحات ونرفع رهان الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي». وحول طبيعة تحالفات الحركة بعد الانتخابات قال «النهضة ستعمل بشراكة مع القوى الأخرى لان تونس لا يمكن ان يحكمها فرد ولا حزب ولا جهة ولا مصلحة وتونس تحتاج الى الشراكة ،هذه سياستنا قبل الانتخابات وبعدها». وحول ما يروج عن وجود تكتيك خفي للحركة وانها ستدعم مرشحا آخر في الخفاء قال عبد الكريم الهاروني «النهضة اختارت مرشحا من داخلها وفي قيمة الاستاذ عبد الفتاح مورو وسيوحد كل أبنائها ويجعلهم يصوتون لمرشحها ونحن نطلب من أبنائها ان لا يصوتوا إلا لمرشحها ولقائماتها ... نحن نحترم الجميع لكن أصوات النهضة لمرشحيها ونرغب من المرشحين ان لا ينافسونا على قاعدتنا وإنما نتمنى ان يجمعوا أصواتا من خزان آخر لان بذلك لا يكون هناك إضافة للحملة الانتخابية والديمقراطية». وتابع « نحن نريد من منافسينا ان تكون لهم قاعدة حقيقية لكن ان يتنافس كثيرون على نفس القاعدة هذا لا يقدم إضافة للديمقراطية ،التنافس يجب ان يكون على برامج واستنساخ المرشحين لا يفيد المسار الانتخابي». خيار ديمقراطي وعن المواقف التي صدرت من بعض قيادات الحركة والتي عبروا فيها عن عدم دعمهم للقرار قال «هناك آراء شخصية تلزم أصحابها وهي دليل على التنوع داخل الحركة وان لم نرشح مورو كانت ستكون هناك تعليقات حول اي مرشح اخر ،هناك تنوع كبير في الاراء لكن بعد الحوار وصلنا الى التوافق وبأغلبية مريحة ..لسنا قطيعا لذلك نحرص على الوصول الى أغلبية مريحة في قراراتنا وهذا يقوي النهضة ويوحد قواعدها ويجعلهم يدخلون الانتخابات صفا واحدا». وتابع الهاروني قائلا «نحن في النهضة لدينا تقاليد عريقة في الديمقراطية ولا يمكن لحزب ان يبقى موحدا 50 سنة إذا لم يسيّر بديمقراطية، الأحزاب التي تتكون حول شخص لا تدوم وتنفجر مع الوقت والنهضة ليست مجتمعة حول شخص» . وأوضح قائلا «النهضة ليست حزب الغنوشي هناك مؤسسات كلها منتخبة المكاتب المحلية والمجالس الجهوية ومجلس الشورى وحتى المكتب التنفيذي لا يفرضه رئيس الحركة وإنما يقترحه على مجلس الشورى هناك تنوع والنهضة عريقة في الديمقراطية لكن في قراراتنا هناك من يوافق وهناك من يعارض حتى ان هناك من قال اننا تجاوزنا ما تمليه قواعد الديمقراطية خاصة في الانتخابات التشريعية حيث انه في العالم المتقدم تتم الانتخابات التمهيدية في الرئاسية فقط ونحن قمنا بها في التشريعية أيضا». وحول منح تزكيات لعدد من المرشحين الآخرين قال رئيس مجلس الشورى «النهضة تقصد عند التزكيات وعند التصويت وهذا دليل على ان النهضة لها خزان كبير لكنها ليست صندوق دعم، مثلا نوابنا في البرلمان منحوا إمضاءات لبعض المرشحين لكي لا نحرم من التعددية في الانتخابات هناك أيضا من لا يملك أصواتا فيلجأ الى أصوات أبناء الحركة نحن نقول لأبنائنا صوتوا للنهضة فقط ومن لا يملك خزانا انتخابيا خاصا به عليه ان يناضل من اجل كسبه».