مثّلت صائفة 1975 أول زيارة لداليدا الى تونس... زيارة استثنائية من خلال سهرة فنية عابقة بأريج التاريخ والذكريات والحب الكبير للأصل والجذور. سهرة كانت فيها داليدا قمة العطاء الموسيقي.. غنت للوطن وللحب والجمال وللحياة ومعانيها الجميلة في الوجود وللجذور والأجداد ولمسيرتها الابداعية. هي داليدا المصرية المولد والنشأة والايطالية الاصل والجذور لا يكاد صوتها يصل الأذن وهي تشدو بأحاسيسها المتشبعة بحب الوطن حتى تتحرّك الاحاسيس الملتهبة تجاه الوطن. كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي غنوة حلوة وغنوتين حلوة يا بلدي أغنية تحيي في الروح الاحساس بحبّ الوطن... فحب الوطن من الايمان.. والانتماء اليه والارتباط به فرض وواجب ورغم انها غنت أكثر من 500 أغنية وللغات متعددة تبقى «كلمة حلوة وكلمتين» واحدة من الروائع التي خلدت هذه الفنانة العالمية في وجدان كل عربي. داليدا التي جمعت بين سحر الشرق وأصالته وبين تألق الغرب بالفنون والموسيقي.. هي داليدا التي ولدت في القاهرة سنة 1933 غادرت في اتجاه باريس وهي في سن ال 21 بعد تتويجها بلقب ملكة جمال مصر فاكتشف فيها هناك كبار المتنفذين في عالم المنوعات والانتاجات الموسيقية صوتا قويا، ممتعا رومانسيا حالما صافيا جعل منها مطربة الحب والحياة والجمال والأمل والسلم. وغنت بكل اللغات منها العربية لتؤكد ارتباطها الوثيق بماضيها لمن لا ماضي له لا مستقبل أمامه. نهلت داليدا من نهر المجد الابداعي.. غنت ومثلت ورقصت.. جابت المسارح الكبرى في مختلف أصقاع العالم ناثرة بذور الحب والحياة الجميلة الممتعة ومنها مسرح مهرجان قرطاج في صيف 1975. مسيرة داليدا كانت نهايتها مؤلمة محزنة، مسيرة انتهت بفاجعة الانتحار في 1987 فاجعة هزّت الجماهير في كل أنحاء العالم مخلفة أكثر من سؤال حول هذه النهاية التي لم تكن منتظرة ... نهاية اختارتها داليدا... وهي واعية بما اختارته.