النغم الخالد «1 » هو احد أساطين الموسيقى العربية كتب وصاغ على امتداد مسيرته روائع فنية خالدة راسخة في وجدان كل متيم بالنغم الطربي الأصيل هو رياض السنباطي الذي سنتوقف عند مسيرته الحافلة بالإنجازات الموسيقية الراقية، نستعيد من خلالها ابداعات موسيقية استثنائية في مسيرة نغم عربي خالد **** ولد (محمد رياض السنباطي) بمدينه فارسكور محافظة دمياط بمِصر،كان والده تعود الغناء في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى والبلدات الريفية المجاورة، لم يتفوق في الدراسة صغيرًا و شغف بالموسيقى والغناء منذ سن مبكرة جدًا، تعرّف والده الشيخ (محمد) على الموهبة المبكرة في ولده فشجعه واصطحبه معه فى فرقته الموسيقية، لم تطل إقامة الشيخ (محمد السنباطي) الكبير في فارسكور، فنزح إلى مدينة المنصورة عاصمة الدقهلية وألحق ابنه بأحد الكتاتيب، ولكنه لم يكن مقبلا على الدرس والتعليم بقدر إقباله وشغفه بفنون الموسيقي العربية والغناء. و تشاء الأقدار أن يصاب الفتى الصغير (محمد رياض السنباطي) بمرض في عينيه يحول بينه وبين إستمراره في الدراسة، و أن يتزامن ذلك في وقت قريب مع إستماع والده له وهو يغني أغنية (الصحبجية) للشيخ (سيد درويش) على العود عند نجار هرب إليه من مدرسته! أظهر رياض استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم الفرقة ومطربها الأول وعرف باسم «بلبل المنصورة»، وقد استمع الشيخ سيد درويش لرياض فأعجب به أعجابا شديداً وأراد أن يصطحبه إلى الإسكندرية لتتاح له فرصاً أفضل، ولكن والده رفض ذلك العرض بسبب اعتماده عليه بدرجة كبيرة في فرقته. في عام 1928 كان قرار الشيخ السنباطي الاب بالانتقال إلى القاهرة مع ابنه، الذي كان يرى انه يستحق أن يثبت ذاته في الحياة الفنية، مثله مثل ام كلثوم التي كان والدها صديقا له قبل نزوحه إلى القاهرة، تقدم بطلب لمعهد الموسيقى العربية، ليدرس به فاختبرته لجنة من جهابذة الموسيقى العربية في ذلك الوقت، إلا أن أعضاءها أصيبوا بنوع من الذهول، حيث كانت قدراته أكبر من أن يكون طالباً لذا فقد أصدروا قرارهم بتعيينه في المعهد أستاذا لآلة العود والأداء.ولم تستمر مدة عمله بالمعهد إلا ثلاث سنوات، قدم استقالته بعدها حيث كان قد اتخذ قراره بدخول عالم التلحين، وكان ذلك في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي عن طريق شركة أوديون للاسطوانات التي قدمته كملحن لكبار مطربي ومطربات الشركة ومنهم (صالح عبد الحى)، (نجاة على)، (عبد الغنى السيد) و(رجاء عبده)،