الشروق-مكتب صفاقس مع أيام العيد، أسدل الستار عن الدورة 27 لمهرجان عروس البحر بقرقنة محققا نجاحا كبيرا في دورة استثنائية تتطلع إلى الدولية في انتظار انجاز مسرح صيفي يليق بعراقة الجزيرة والنجوم الذين اعتلوا ركح المهرجان . عروس البحر في الدورة 27، حظي بدعم استثنائي من وزارة الشؤون الثقافية قدر ب300 ألف دينار في شكل عروض وضعها الوزير محمد زين العابدين على ذمة جمعية المهرجان، واعدا بإنجاز مسرح صيفي بالأرخبيل . ولئن تعطل الدعم، فإن الجمعية اعتبرت الوعد حقيقة ووضعت برمجة استثنائية جمعت بين صابر الرباعي وأمينة فاخت ووائل جسار وزازا ومسرحية «دوبل فاس» لكريم الغربي وبسام الحمراوي وسهرة الشباب للجنرال وبيكسما وأكرم الخضراوي، مع سهرة للإختتام جمعت ولأول مرة مطربي الجهة في سهرة واحدة ضمت نصر بوراوي، ليليا بن شيخة منال ساسي وعلي بلخير في إطار دعم الطاقات المبدعة بالأرخبيل وتكريم الوجوه الفاعلة في الشهد الثقافي وخاصة شاعر الجزيرة محمد السويسي والشاعر على خشارم والكاتب الراحل محمد الفاضل بن سليمان . وقد راهنت الجمعية على الإنتاج الخاص، ونجحت في تجميع التراث الشعبي الفني في استعراض جمع أكثر من 50 عازفا للطبلة والزكرة نفذوا عملا استعراضيا يحمل اسم كيرانيس – وهو الاسم القديم لقرقنة - للإعلان عن انطلاق المهرجان يوم 21 جويلية واكبه عدد كبير من السياح والزائرين للجزيرة . كل سهرات مهرجان عروس البحر، ورغم الإنقطاع الحاصل في التنفيذ بسبب الحداد بعد وفاة الرئيس محمد الباجي قائد السبسي، حققت نجاحا جماهيريا كبيرا تعكسه عدد التذاكر المقتطعة والتي سجلت أرقاما فاجأت الهيئة نفسها حسب أمين مال الجمعية عبد المجيد الشيخ رغم بساطة الفضاء المتمثل في سوق شعبية . ومع النجاح الجماهيري غير المسبوق، حقق المهرجان نجاحا تنظيميا وإعلاميا كبيرين، كما نجح في تحويل جزيرة قرقنة إلى نقطة جذب للسائح وهو ما تعكسه عدد الليالي المقضاة بالنزل التي لم تتمكن من استيعاب عدد الوافدين عليها خلال فترة المهرجان . الشركة الجديدة للنقل بقرقنة « سونوتراك « الرابطة بين يابستي صفاقسوقرقنة، حققت هي الأخرى مداخيل كبرى خلال فترة المهرجان بعد أن امنت نقل الوافدين على الجزيرة من زائرين تونسيين وأجانب وخاصة من القطر الجزائري والليبي الشقيقين، ما يعني أن مهرجان عروس البحر الذي راهن على التنمية في أشكالها المتعددة نجح في أهدافه وحول جزيرة قرقنة -التي علقت بها خطأ أوصاف الحرقة والغياب الأمني – حولها إلى نقطة جذب سياحي ضخم غابت عنه وزارة السياحة خلال هذه الصائفة. في كلمة، مهرجان عروس البحر بقرقنة، شكل الإستثناء خلال هذه الصائفة بعد أن نافس أكبر المهرجانات بالبلاد وافتك بينها موقعا متقدما لا يتقصه اليوم إلا المسرح الصيفي الذي وعد به الوزير جزيرة قرقنة التي اتضح انه بالإمكان استغلال ما تكتنزه من مواصفات لتتحول إلى قطب سياحي دولي من خلال باب الثقافة..