هي ملاك الطرب العربي.. ملكة الإحساس والرومانسية ولدت ونشأت وترعرعت في رحاب بيت فني عريق، كسبت الرهان في أول اختبار للأصوات بأداء رائعة ليلى مراد «قلبي دليلي» فلم يكن من الوالد سوى الانصياع والاستجابة لرغبة الابنة بالانطلاق في الأفق الفني الرحب شادية بأعذب ألحان الإنسان الحر وقضاياه وأحلامه وطموحاته هي ماجدة الرومي التي وجدت في والدها الملحن الكبير الخالد حليم الرومي الحاضن لها وهي تخطو أولى الخطوات في عالم الأغنية ذات المضامين الإنسانية بأحاسيس رومانسية شفافة... حالمة... أنيقة... مرتبة، ساحرة... ماجدة الرومي الصوت العربي الأنيق له مع مهرجان قرطاج أول لقاء قد تكون لعبت فيه الصدفة دورا كبيرا... كان ذلك في صيف 1980 وباقتراح من الأديب الراحل سمير العيادي. سمير العيادي يروي الحكاية عندما تسلم المسرحي ورجل الثقافة محمد رجاء فرحات مقاليد الإشراف على دورة 1980 لمهرجان قرطاج الدولي كما روى ذلك الراحل سمير العيادي في وثيقة تلفزيونية مصورة منذ أكثر من 10 سنوات مع بية الزردي طلب (أي محمد رجاء فرحات) من رفيق الدرب سمير العيادي إن كانت له رغبة في شيء ما من بيروت التي سافر إليها محمد رجاء فرحات في إطار الإعداد لبرنامج المهرجان... كان جواب الراحل سمير العيادي إنه يقترح استقدام الفنانة ماجدة الرومي والتي برزت في تلك الفترة وبشكل ملفت في فيلم المخرج الكبير يوسف شاهين، عودة الابن الضال، استجاب مدير المهرجان لطلب الصديق والرفيق وتم التعاقد مع ماجدة الرومي لتحمل صائفة 1980 أول إطلالة لهذا الصوت الملائكي في تونس. كان لقاء فنيا استثنائيا معطرا بأريج الطرب الأصيل، لقاء اكتشف خلاله جمهور مهرجان قرطاج ماجدة الرومي في قمة الجمال والإبداع الفني الحالم شدت ماجدة الرومي في تلك السهرة ولأول مرة خارج حدود لبنان ب«يا نبع المحبة» و«ما حدى بيعبي مطرحك» و«عم يسألوني عليك الناس» و«كل شيء عم يخلص» إلى جانب مجموعة من أحدث إنتاجاتها الأخرى الطافحة بالحياة والحب والأمل صائفة 1980 كانت بداية علاقة إبداعية متينة بين تونس وماجدة الرومي ويحفظ التاريخ أن سمير العيادي ومحمد رجاء فرحات هما من وضعا حجر الأساس لهذه العلاقة الخالدة والمتدفقة دائما حبا وحنان وشوقا.