من منا لا يعرف "مطربة المثقفين" ذاك الصوت " السوبرانو" الناعم والمميزالتي احتفى مهرجان قرطاج الدولي في لياليه الاخيرة بها ليقفل على صدى صوتها الشادي عروضه الكبرى لهاته الدورة انها الفنانة اللبنانية بامتياز ماجدة الرومي ابنة الجبل وشجر الأرز جاءت قرطاجة الامس واليوم حاملة حب سنين وعشق لا ينتهي مع جمهور كان لها معه موعد منذ اكثرمن ثلاثين سنة خلت هي من اختارها الاستاذ الراحل سمير عيادي و الفنان محمد رجاء فرحات لتكون لها اول اطلالة عربية في مهرجان قرطاج الدولي سنة 1980 وكان حفلها ذاك إيذانا بميلاد علاقة وجدانية قوية مع الجمهور التونسي لم تفتأ تتدعم على مدى السنين امام جمهورعظيم وحضور كثيف لم يحظى معه حتى وزير الثقافة من الجلوس في مكانه المعتاد في الصف الاول فاضطر للتموقع مع الجمهورعلى المدرجات ثم لم يلبث ان غادر مع كثرة الاكتضاض ..احتلت الماجدة المسرح باطلالتها الملائكية بقفطان ابيض متلألأ تلألؤ صوتها الرائع واستهلت حفلتها باغنية "عم يسالوني " لتنثر بصوتها العذب في المكان سحرالحب والالهام واستمرالرحيل على اجنحة اجمل المنتوجات الموسيقية والابداعات الفنية المتميزة لاكبر الملحنين والشعراء العرب مراوحة في كل ذلك بين القديم و الجديد سهرة التنوع في الطرب الراقي اختارت ماجدة الرومي لتأثيث سهرتها خمس عشرة اغنية منها اغنيتان تونسيتان من التراث و ثلاث اغاني جديدة كما اختارت ان تداعب ذكريات جمهورها من خلال باقة من اجمل ما غنت فنجد "عيناك ليال صيفية" ثم "اسمع قلبي وشوف دقاتي تعرف حبي"و"لا تغضبي مهلا و لا تعجلي وقبل ان ترحلي عاتبي لا تغضبي " من تلحين والدها حليم الرومي . كما لم تنس الفنانة ماجدة اغنيتها المحببة للجمهور التونسي" ع السلامة يا تونس ع السلامة يا خضراء ومرسومة بريش اليمامة " بهاته الاغنية وصلت الي مرحلة الانتشاء حين اعادت الى الاذهان رسم جسور التواصل والقرب الثقافي والوجداني بين تونس ولبنان الذي بنته قبل قرون من الزمن الملكة اليسار او عليسة القرطاجنية كالعادة تلقت الماجدة وسط اغنيتها باقة ورود وعلم تونس تقبلتهما بكل الاحترام والحب والكياسة وواصلت الغناء والعلم بين يديها لتختم اغنيتها بخطاب صغير شكرت فيه تونس مؤكدة الحب الذي تكنه لهذا البلد وعلاقة الود والاكبارالتي تجمعها به منذ صائفة 1980 بعدها غنت من الفلكلور اللبناني "ميلي" ثم شاركت الجمهور أداء اغنية "ياريت فينا نطير عجوانح عصافير نطير ع مطارح الما في حدا خلف المدى ما في حدا" وكذلك "اعتزلت الغرام " و "بمطرحك بقلبي"ثم اختارت من اشعار القباني والحان احسان المنذر "كلمات "ليست كالكلمات . ومن التراث التونسي غنت للفنانة صليحة" خالي بدلني "و "اه يا خليلة" وتمايلت بجمال واناقة على الانغام في حركات زادت الجمهور تعلقا بها وحبا لفنها الماجدة ترفع الرهان مرة اخرى تكسب ماجدة الرومي على مسرح قرطاج الرهان رغم مساعي العديدين لمقاطعة حفلتها بسبب غلاء ‘الكاشي' /الأجرة/ الذي طالبت به وقدرب 400 الف دينار مع العلم بان الحضور فاق اثني عشر الف متفرجا و اعتبرت السهرة من انجح الحفلات تنظيميا و جماهريا و فنيا وهكذا اختار المهرجان انهاء فعالياته تاركا في الاذهان اجمل النكهات واطيب العطور واحلى الصور ويكون الاختتام هذه الليلة مع عرض فني تونسي متميز "24 عطر" للفنان محمد كمون من المنتظر ان ينال الاعجاب ويحصد النجاح