فترة مخاض كبيرة ومشاكل عديدة تمرّ بها فرقة بلدية تونس للتمثيل (فرقة مدينة تونس)، خلال هذه الفترة، قد تؤدي إلى حلّ هذه الفرقة، والقضاء على تاريخ بأكمله. تونس «الشروق» : بدأ التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي مع المسرحي بشير الدريسي، بعدما تسرب من معلومات، عن المشاكل التي أصبحت تعانيها الفرقة البلدية (فرقة مدينة تونس)، وخاصة التفكير في حل هذه الفرقة العريقة التي يعود تأسيسها إلى ما قبل استقلال البلاد التونسية (1953). المشاكل في الواقع عديدة وحسب مصادر من بلدية تونس، فإن آخر الأخبار تفيد بأن الفنانة القديرة منى نور الدين قدمت استقالتها من إدارة الفرقة، كما أن نفس المصادر أكّدت أن رئيسة بلدية تونس سعاد عبد الرحيم، أوقفت كل شيء بما في ذلك عقود الممثلين والعملة، وذلك للتحري في المديونية الكبيرة للجمعية الثقافية صلب البلدية، وتعيين متصرف قضائي للغرض. إيقاف العقود ومن الأسماء المعروفة في فرقة مدينة تونس، التي تم إيقاف عقودها إلى حد كتابة هذه الأسطر، الممثلة كوثر الباردي والممثلة ريم الزريبي، إلى جانب عدد من العملة، وقد أكّدت كلاهما خبر إيقاف عقديهما، فكوثر الباردي لم تجدد عقدها منذ شهر جويلية الفارط، بينما من المفترض أن تجدد ريم الزريبي عقدها في شهر أوت الجاري. أما الإشكال في الموضوع أنه لم يتم إعلام أي شخص سواء من الممثلين أو العملة بقرار إيقاف العقود وعدم صرف الرواتب، بطريقة رسمية، حيث علم الجميع بالأمر عن طريق كوثر الباردي، التي تحدثت إلى رئيس مجلس النواب بالنيابة، عبد الفتاح مورو، عن مآل العقود، فكان رده بعد أن تحادث مع رئيسة بلدية تونس، هو إيقاف العقود. إيقاف العروض وإلى جانب إيقاف العقود المشار إليها سلفا، أكّد المخرج المسرحي عبد العزيز المحرزي، أن السيدة سعاد عبد الرحيم أوقفت عروض مسرحيته «الطيب ككح»، مما أدى إلى إلغاء كل المواعيد المتفق عليها خلال هذه الصائفة (08 عروض)، كما أكد المحرزي أن الإنتاج أيضا تم إيقافه وبالتالي ليس هناك انتاجات جديدة لفرقة مدينة تونس، مضيفا: «ما يحدث كارثة بأتم معنى الكلمة وجريمة في حق ذاكرة المسرح..رئيسة البلدية تريد التخلص من الفرقة إذ لم يبق بها غير 3 ممثلين والعقود أصبح أصحابها ينتظرون مدة 06 أو 07 أشهر قبل إمضاء عقود جديدة وهذا حصل قبل هذه المرة». واعتبر مخرج «الطيب ككح» أنه على علم بكل ما يحدث في الفرقة البلدية رغم تقاعده، مشددا على غيرته الكبيرة وعلى عشقه الكبير لهذه الفرقة التي صنعت اسمه الفني، وبالتالي والكلام للمحرزي «أنا مستعد للذهاب إلى رئيسة البلدية لتجنب الكارثة»، وتابع محدثنا: «لا يكفي أن تتغافل عن خلاص الكاشيات، ثم توقف المسرحية وهي في أوج نجاحها، ثم توقف عقود وأجور العملة، كل هذا بتعلة مديونية الجمعية الثقافية... يمكن لها أن تتخلص من الجمعية المذكورة لكن ليس من فرقة مدينة تونس بتاريخها المشرف.». واعتبر المحرزي أن الميزانية المرصودة للفرقة البلدية والتي قيل إنها تثقل كاهل البلدية، تتمثل فيما قدره 40 ألف دينار للإنتاج وخلاص ثلاثة ممثلين قارين، وهي ميزانية لا تتجاوز ربع كاشي مطرب في مهرجان قرطاج على حد تعبيره، مضيفا في سياق متصل: «كل الرؤساء الذين مروا ببلدية تونس كانوا يعرفون قيمة فرقة مدينة تونس، لكن السيدة سعاد عبد الرحيم تكرس نظرية أن النهضة تكره الثقافة حسب قراراتها..».