"إنوجاد" أو الحرية هو عنوان عرض إبنة الكاف العريقة بديعة بوحريزي أو "نايساتو" حسب إسمها الفني، التي نزلت ضيفة مساء الخميس 22 أوت على تظاهرة "ليالي متحف سوسة "في دورتها الثامنة أمام حضور جماهيري محترم العدد. الشروق مكتب الساحل: صاحب الفنانة بديعة بوحريزي التي كانت بدورها تعزف على آلة القيتار- ثلاثة عازفين ، وسام زيادي على الكمنجة ، مالك حليم في الإيقاع ومراد ماجول قيتار ، ورغم الصبغة العصامية لأغلبهم عكسوا إحساسا فنيا متميزا، بموسيقى صنفتها بديعة ب "إيقاعات عالمية بحكم أني من جيل يستمع لتأثيرات موسيقية من كل العالم" حسب قولها. هذه الموسيقى أخذت الحاضرين في سفرة موسيقية متميزة بين مختلف النوعيات التونسي، الشرقي، الجاز، البلوز، الريقي.. فغنت للحب والحرية وللمساجين، للإنسانية والإنسان... في نصوص أغلبها من تأليفها بدت كلماتها في عدة مواضع بسيطة في جانب منها و في جانب آخر ينقص صورها الشعرية العمق والرمزية، وقالت بديعة عن ممارستها للكتابة في لقاء ب "الشروق" إنها "عبارة عن خواطر لا يدفعني إلى كتابتها إلا إحساسي وإلهامي" فيما برزت نصوص للمسرحي نور الدين الورغي في إعادة لأغنية "راعي الحيفة" والتي عنونها "نادي على الحيفة" بطابع "كافي" (الحيفة هي الجمع الكثير من الناس) ونص رائع "إلى سلمى" لفدوى طوقان وبعد أدائها لأغنية "لاباس" قالت بديعة "مانعرفش علاش تذكّرت الزبيدي وانا انغني فيها" وتقول كلمات هذه الأغنية "مادام الخيل جافلة لاباس ...ومادام الفرسان غافلة ولاباس مادام الرصاص يخيط لاباس والقنابل حافلة لاباس مادام الورد بالدم يفيّع لاباس..." واختتمت العرض الذي دام ساعة و20دقيقة بأغنية "صيح" وسط تصفيق وهتافات الجمهور الحاضر الذي بقي إلى آخر العرض ملتزما بالإنصات والتذوق الموسيقي الرفيع، وحول رأيها فيمن يصنفها بالفنانة الملتزمة قالت بديعة ل "لشروق" أنها لا تحبّذ مثل هذا المصطلح مضيفة "لا معنى لهذا المصطلح بالنسبة لي فأم كلثوم بالنسبة لي هي فنانة ملتزمة ،وهبت حياتها للفن الأصيل وهذا معنى الإلتزام ولا يجب حصر الإلتزام في المجال السياسي مثل نصوص تحكي على الثورة ومستوى الموسيقى منحدر فالثورة هي ثورة العقول". وحول تكوينها العلمي والموسيقي قالت بديعة "كنت أقرأ الأغاني التي كانت موجودة في جريدة "الشروق" باللغة الإنقليزية والمترجمة بالعربية فتعلقت بهذه اللغة وأحببتها ومنها أتممت دراستي في اختصاص لغة إنقليزية في جامعة السربون ثم درست "موسيقالوجيا" في "باريس 8" وأعتبر نفسي في الممارسة الموسيقية عصامية لأني درست الموسيقى نظريا فقط وهو ما ساعدني على إزالة العقد أمام خريجي المعاهد العليا للموسيقى وتأكّدت أن الموسيقى هي ممارسة وعلم السمع وليست شهائد، بدأت في هواية الموسيقى منذ ان كان سني أربعة سنوات ولي 11 سنة في الإحتراف الموسيقي وأغلب عروضي خارج تونس". وفي خصوص عدم ظهورها الإعلامي أضافت بديعة "لي موقف من وسائل الإعلام المرئية والسمعية رغم أن هناك عدة دعوات تصلني ولكن أرفضها لأني لا أريد أن أظهر في إطار الاستخفاف فليست هناك برامج تعنى بالقيمة الفنية للفنانين وتضعهم في إطارهم الفني دون تقزيم أو استنقاص وتهميش بل ما نراه هو إثارة خصومات من أجل البوز وأنا أرفض أن أنخرط في مثل تلك المستويات فخيرت عدم الظهور الإعلامي".