سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جولة بين ثنايا الموسيقى وإيقاعاتها.. ونفس ثوري يحيل على الأصل في موسيقى الجاز "نيساتو" التونسية و"ستاساي كانت" الأمريكية في افتتاح مهرجان الجاز في قرطاج
انطلق مهرجان الجاز في قرطاج الذي تنظمه سكوب للإنتاج بدعم من مؤسسة تونيزيانا في دورته السابعة بقاعة العروض بنزل قرطاج بارسيلو بقمرت. سهرة الافتتاح في جزئها الأول مساء أول أمس كانت مع الفنانة التونسيةالشابة بديعة بوحريزي التي عرفت أيضا تحت اسم "نيساتو" لتؤمن الفنانة الأمريكية «ستاساي كانت» الجزء الثاني من الحفل.الجمهور كان غفيرا كما كان متوقعا وتفاعل مع الفنانتين في أغلب ردهات العرض الذي تميز بمراوحته بين الايقاعات والأنماط الموسيقية المستوحاة من البوب والروك والسّمبا والارتجالات والعزف المنفرد. ليس من باب الصدفة أن تكون بديعة بوحريزي، وهي التي طالما عمدت الى تحديث وتطوير الأساليب الموسيقية لتخلق جوا وأسلوبا جديدا خاصا بها،أن تكون من بين المشاركين في مهرجان الجاز في قرطاج لا لجمال صوتها فحسب وإنما لإصرارها كذلك على التزام أغانيها ومعارضتها لكل أشكال القمع المسلطة ضد شعوب العالم ، وهو ما يدعو اليه فن الجاز النابع من معاناة الزنوج ليحتفظوا بها ويتوارثوا صرخات عذاب العبودية وتعبيرات روحهم المكتئبة جيلا بعد جيل. «نيساتو» أو بديعة رافقها على الركح كل من طارق معروفي(على آلة الباتري) ووسام زيادي (على آلة الكمنجة)ومالك بن حليم(ايقاع) ومراد ماجول وقيس فاني على آلة القيثارة لتسير على روح الجاز الأساسية التي تنبع من الايقاعات الساخنة السريعة والارتجال أو التعبير المنطلق على سجيته دون قيود، فغنت جملة من الأغاني الملتزمة على غرار «يا عين نوحي» و»سلام سلام هز عينيك» و»ياناسي هواي خليك معاي» و»حرية حرية» و»حر يولد الإنسان وسيبقى» و»خليك مع قلبي صافي» و»مانيش ضعيفة (كلمات نور الدين الورغي)..عناوين وأغان باللهجة التونسية واللغة العربية ذات نفس ثوري غلبت عليها ايقاعات وأنماط موسيقية متنوعة الى جانب الجاز- كالبدوي التونسي والسول والريغي،مما أضفى على السهرة جوا مميزا خاصة خلال المزج بين الدلالات العميقة لنصوص نور الدين الورغي وعزفها المتفرد على القيثارة، الى درجة أنك تشعر بأنك بصدد سماع نوع جديد من الموسيقى التونسية. «ستاساي» والسمبا البرازيلية أما في الجزء الثاني من العرض فقد أبدت الفنانة الأمريكية «ستاساي كانت «مواهب كبيرة في فن الجاز مع آداء متميز لكامل عناصر الفرقة الموسيقية على غرار زوجها منتج أعمالها والعازف على آلة الساكسفون «جيم توملينسون» و»قراهام هارفاي» (على آلة البيانو) و»مات سكيلتون»(على آلة الباتري) و»كالوم قورلاي «(على آلة القيثارة). الملفت للانتباه في آداء» ستاساي» هو تأثرها البليغ بالموسيقى البرازيلية وفن السمبا على وجه الخصوص لينتابك شعور بأنك في تظاهرة موسيقية كبيرة بإحدى شوارع «ري دجانير» وأن قاعة قرطاج في سهرة يوم أول أمس لم ينقصها سواء بعض الراقصين على ايقاعات السمبا. «ستاساي كانت» أبدت كذلك تمكنا من اللغة الفرنسية من خلال ألبومها RACONTE MOI فسحرت الحاضرين سواء بصوتها العذب أو الايقاعات السريعة لجل أغانيها. حضورها على الركح كان ملفتا للانتباه من خلال رقصها على ايقاعات الطنغو وتفننها في ذلك وفي مخاطبتها للجمهور باللغة الفرنسية والانقليزية عن مسيرتها الفنية ومشاركتها في أغلب المهرجانات العالمية. لقاء بعد العرض التقت «الصباح» بعد العرض بكل من بديعة بوحريزي و»ستاساي كانت» للحديث عن مشاريعهما الفنية المستقبلية لتبين لنا بديعة أنها بصدد إنجاز ألبوما يحمل عنوان «إنوجاد» يضم جملة من الأغاني التي تلتزم بقضايا الحرية وحقوق الإنسان .كما ستشارك قريبا في العديد من المهرجانات الموسيقية الكبيرة .مشاركة حسب ما صرحت به- ستحافظ من خلالها على»روح» الهوية التونسية سواء كان ذلك من خلال اللهجة أو من خلال ايقاعات تراثنا الموسيقي. وعن الوضع العام في تونس بينت أنها مستاءة من مصير العديد من المسائل الهامة في البلاد على غرار موضوع البطالة أو موضوع شهداء الثورة. أما «ستاساي كانت» وإجابة عن سؤال يتعلق بتأثرها الملحوظ بالموسيقى البرازيلية أكدت أنها متأثرة جدا بفن الطانغو وبالفنان «جلبارتو» الذي يعني لها الكثير في مسيرتها الفنية .كما بينت لنا أن فن الجاز بصفة عامة يجب أن يحافظ على التزامه بالقضايا الإنسانية الهامة.