استهلّ الترجي موسمه الجديد بفوز صَعب وثمين على تطاوين وقد عبّر المدرب معين الشعباني عن ارتياحه لهذه الانطلاقة الإيجابية مُؤكدا أن الفريق سيبلغ ذروة التألق خلال الفترة القادمة. وفي ظلّ انتقال بطل تونس وافريقيا من طور الوديات إلى أجواء الرسميات اختارت «الشروق» مُحاورة الشعباني لإستفساره عن جُملة من النقاط الاستفهامية التي تشغل الجماهير الترجية من قبيل الاضافات المُنتظرة للإنتدابات الصّيفية وسقف الطُموحات الذي حدّده أهل الدار ولو أن العَارفين بشيخ الأندية يعلمون عين اليقين بأن «تكديس» البطولات والكؤوس هو الهدف الدائم والثّابت بغضّ النظر عن الظروف والعَوائق. انطلقت رحلة الدّفاع عن اللّقب المحلي بفوز «صَغير» على تطاوين فما هي انطباعاتكم واستنتاجاتكم على هَامش رحلة الجنوب؟ لقد حقّقنا انتصارا مُهمّا بل أنّنا لن نُبالغ في شيء إذا قُلنا إن وزنه من ذهب وذلك لعدّة اعتبارات موضوعية. من المعروف أن لقاء تطاوين يأتي في مُستهلّ الموسم الرياضي ومن الجيّد أن يحصد حامل اللّقب نقاط الفوز في الجولة الافتتاحية ليُنعش المعنويات ويُدافع عن «برستيجه» كسيّد للكرة التونسية والافريقية. والأهمّ من ذلك أن الانتصار على الاتّحاد جاء في ظروف خاصّة. ولا يخفى على أحد أن الترجي يعيش فترة انتقالية تعكسها التغييرات الجِذرية في تشكيلته الأساسية. وبالتأمل في التشكيلة الأساسية المُراهن عليها في ملعب نجيب الخطاب سنلاحظ حجم التغييرات ويكفي أن نشير في هذا السياق إلى أن المجموعة التي ظهرت في بداية اللّقاء لم تتضمّن سوى عُنصرين فحسب من اللاّعبين الحَاضرين بقوّة في التشكيلة الأساسية للموسم الفارط. وتتضاعف أهمية هذا الفوز قياسا بالأجواء السّاخنة في تطاوين بفعل حرارة الطقس وحماس الجمهور. وينبغي أيضا الاعتراف بشراسة المُنافس الذي يفرض للأمانة الكثير من الاحترام والتقدير. وهذا ليس بالغريب عن اتّحاد تطاوين الذي أصبح من الأرقام الصّعبة في بطولتنا. وتزداد فرحتنا بهذه البداية الايجابية لأنّها جاءت قبل ساعات معدودة من رحلة لبنان لمُواجهة فريق «النّجمة» في إطار المسابقة العربية. ومن الرائع أن نطير إلى لبنان بإنتعاشة معنوية كبيرة مردّها الفوز الحَاصل في تطاوين بقيادة مدربها الطّموح والمُجتهد وليد الشتاوي. لا جِدال حول أهمية النّقاط المحصودة في تطاوين لكن ماذا عن الأداء الذي يبقى من المَطالب المُلحّة في صفوف الجماهير الترجية؟ نحن نُؤمن بأن العِبرة بالنتيجة لكن هذا «الشّعار الواقعي» لا يَصرفنا أبدا عن تقديم مردود مُقنع خاصّة أن الفريق يملك كلّ المقوّمات التي تُخوّل له الجمع بين النتيجة والأداء. ولا يُساورنا أدنى شك في أن فريقنا سينجح في تحقيق هذه المُعادلة الصّعبة شرط الحُصول على بعض الوقت خاصّة أنه وقع «تجديد» الفريق وسنحتاج إلى حيّز زمني مُعيّن لتوفير الانسجام المطلوب بين العَناصر «القديمة» والجديدة. شهدت الحديقة «ب» حركية «رَهيبة» على هَامش سوق الانتقالات الصّيفية فكيف تَنظر إلى الانتدابات التي قُمتم بها؟ عُموما يُمكن القول إن الصّفقات التي أنجزها الترجي واعدة ونُعلّق آمالا عريضة على هذه التَعزيزات لتحقيق الأماني. ولا يختلف عاقلان حول القيمة الفنية الكبيرة للعناصر المُغادرة مثل «كوم» وبقير والشعلالي وبن محمّد. لكن ثقتنا غير محدودة في الوافدين الجُدد لسدّ الشُغورات وتقديم اضافات كبيرة. وهُناك شبه إجماع حول المُؤهلات العريضة للمُنتدبين. (الجزائري عبد القادر بدران في محور الدفاع / الجزائري إلياس الشتي في الجهة اليسرى / فادي بن شوق في الوسط الهجومي / الجزائري عبد الرؤوف بن غيث في وسط الميدان / الغاني «كوامي بُونسو» في وسط الميدان / الحارس الشاب صدقي الدبشي / المهاجم الايفواري ابراهيما واتارا / المُهاجم الجزائري بلال بن ساحة / الظهير الأيمن النيجيري «صامويل أتفاتي» وسيتدرب هذا اللاّعب الشاب مع الأكابر ويخوض المُباريات مع فريق الآمال). حِسابيا، سيلعب الترجي على سبع واجهات محلية وخَارجية فهل أن الجمعية ستتعامل مع هذا النّسق «المَاراطوني» بمنطق الأولويات أم أنّكم «تطمعون» في حصد كلّ الألقاب؟ الإجابة عن هذا الاستفسار سهلة ولا تحتاج إلى الكثير من التفكير بحكم أن الترجي يخوض كلّ المسابقات المحلية والدولية بشعار الانتصار ولا شيء غير الانتصار. وقد أكدنا في الأشهر الأخيرة أن فريقنا يُطارد جميع البطولات والكؤوس بغضّ النّظر عن أهميتها الرياضية والمَالية. وقد استبسلنا للسّيطرة على عرش الكرة التونسية وتحصّلنا على «السُوبر» المحلي. كما «قَاتلنا» أيضا للظّفر بالزعامة الافريقية فضلا عن المُشاركة في المُونديال والمُراهنة على كأس تونس والبطولة العربية. وبالحَديث عن الرّهانات التي تنتظرنا في الموسم الجديد نُؤكد بصوت عَال أن الترجي سيُنافس على جميع البطولات وفاءً لتقاليدنا العريقة وتلبيةً لطموحات الأحباء. ونعرف جيّدا أن المَهمّة ستكون عسيرة وتحتاج إلى أعصاب من حديد لكن ثقتنا كبيرة في امكاناتنا. ونُراهن طبعا على دعم الجمهور وأيضا على ثراء الزاد البشري تماما كما فعلنا في الموسم الفارط عندما استفدنا من هذا الامتياز وقُمنا بتشريك قرابة أربعين لاعبا وفتحنا الباب لعدّة شبان لإثبات مُؤهلاتهم. وفي سياق الحديث عن الزاد البشري نؤكد للمرّة الألف أن البقاء سيكون للأجدر والأنفع: أي أنّنا نعترف بالأداء لا بالأسماء وذلك بغضّ النظر عن «أقدميتها» وشُهرتها. بالتوازي مع سباق البطولة يَستعدّ الترجي لخوض مُغامرة جديدة في المسابقة العربية فهل أنتم جاهزون لكسب التّحدي أمام «النّجمة» اللّبناني؟ بعد لقاء تطاوين تبدأ التحضيرات للمُواجهة الاقليمية التي تَنتظرنا يوم 30 أوت في لبنان (مُباراة العودة يوم 2 أكتوبر في تونس). وقد وضعنا المُنافس تحت المجهر منذ فترة ليست بالقَصيرة ونجحنا في جمع معلومات ومُعطيات مُهمّة عنه. وتبدو حظوظنا وافرة للعُبور إلى الدّور القادم قياسا بتقاليدنا المعروفة في مِثل هذه المُسابقات وبالنّظر أيضا إلى رغبتنا الشديدة في استعادة اللّقب العربي الذي كنّا قد فُزنا به في ثلاث مُناسبات آخرها في 2017. ونُرجّح كفّة الترجي للفوز دون التقليل من شأن الفريق اللّبناني الذي كان قد أظهر استعدادات جيّدة سواء في المُسابقات الاقليمية أوالآسياوية (في النسخة الماضية من كأس زايد للأندية احتلّت «النّجمة» المركز الأوّل في المجموعة التي تضمّ أيضا النادي الافريقي والوئام الموريتاني والفيصلي السعودي قبل أن تنهزم في مرحلة مُوالية على يد الأهلي المصري). ولن نقع طبعا في «الفخّ» ونُوهم أنفسنا بأنّ التأهل في «المكتوب» لنستيقظ على مُفاجأة غير سارة كما حصل أثناء مُغامرتنا العربية السّابقة أمام الاتّحاد الإسكندري. في انتظار تجسيم «وُعودكم» لجمهور الترجي كيف تَختم هذا الحوار؟ نَتعهّد بأن «نُقاتل» في سَبيل إعلاء راية الترجي في كلّ المسابقات وعلى جميع الواجهات ونأمل أن تكون «الصّابة» كبيرة تماما كما حدث في الموسم الفارط حيث فُزنا برباعية تاريخية. معين الشعباني في سطور من مواليد 1981 مدافع سابق في الترجي لعب في حمّام الأنف واحترف في تركيا والسعودية مدرب سابق لنادي حمّام الأنف شغل خطّة مُساعد في الترجي يُشرف على تدريب الترجي منذ أكتوبر 2018 قاد الترجي للفوز ببطولة تونس و»السُوبر» المحلي ورابطة الأبطال في مُناسبتين فضلا عن المركز الخامس في مُونديال 2018. الجوائز الشرفية (2018): ثالث أفضل مدرب في افريقيا (استفتاء ال»كَاف») أفضل مدرب عربي (استفتاء الهدّاف الجزائرية) الثامن عالميا في ترتيب المدربين (تصنيف الاتّحاد الدولي للتأريخ والاحصاء)