«الشروق» مكتب الساحل: لا يظهر الفنان المنذر بن عمار في العروض الكبرى إلا بالجديد سواء على مستوى الأغاني التي يقدمها أو من حيث نوعية العرض في حد ذاته، وهو ما أكّده في عرض انتظره عدة سنوات ضمن فعاليات مهرجان سوسة الدولي في دورته 61 التي أنصفته بالدعوة رغم أنه يعتبر من الوجوه الموسيقية المخضرمة. ووصف حضوره ب»المصالحة». 1،2،3 هو الإسم الذي اختاره بن عمار لعرضه الجديد بمشاركة مغنّيي الراب «جي جي يا» و»سنفرا»، وتقاسموا السهرة التي افتتحها منذر بأغنية عرفت شهرة كبيرة عند صدورها بعنوان «ليتوال» بحكم أن الجمهور الحاضر من الشباب ولاقت الأغنية ما كان يهدف إليه بشد الجمهور من الأول خاصة وأن السهرة مقسمة منهم من جاء لمنذر وآخرين ل»جي جي يا» وفئة ل»سنفرا» وهناك فئة أخرى أكبر جاءت لمتابعة العرض ككل واكتشافه . تفاعل الجمهور جعل منذر يواصل في الأغاني المعروفة المتداولة ولم يغن من إنتاجه إلا القليل وفسر ذلك في لقاء ب»الشروق» بأن إطار الحفل والجمهور الحاضر اقتضيا التركيز على الجانب التنشيطي فالشباب يحب الحركة والإيقاع والرقص مع تمرير اغاني الخاصة الشبابية منها خاصة وترك الفرصة ل»جيجي يا» و»سنفرا « لأن التوقيت يتحكم فينا «وأضاف بن عمار» لقد تم إقصائي مدة سنوات من مهرجان سوسة الدولي وأعتبر حضوري اليوم مصالحة رغم أني كنت محسوبا وكأني من دولة أخرى ولكن قابل هذا الإقصاء تواجد مكثف في مهرجانات أخرى «، ولعل ماقدمه منذر من عمار له ما يبرّره بحكم تغييبه عن مهرجان سوسة لعقود ومتى ترسخت الرغبة في تشريك أبناء الجهة في فعاليات المهرجان بصفة مستمرة اكيد سيحرص المبدعون منهم على تحضير عمل متكامل خاص بالمهرجان ويبقى منذر بن عمار قيمة ثابتة في الذاكرة الفنية لولاية سوسة وفي النوعية الموسيقية التي يمارسها مثلما أكّد في العديد من المناسبات أنه يتقن ألوانا موسيقية أخرى واختار مبدأ التوجه في نوعية معينة لاقت إعجاب العديد وكونت له جمهور يتابعه، وبقدر ما كانت فقرة منذر الموسيقية متنوعة فإن مشاركة «سنفرا» كانت باهتة من خلال «أغاني» بمضمون لا يرتقي إلى مستوى الأغنية، على خلاف «جي جي يا» الذي عكس حركية وحضورا باختيارات متنوعة وإن كانت بسيطة في كلماتها فإن العديد منها مست الحاضرين وتفاعلوا ا معه ربما بحكم أنه إبن الجهة ولكن عموما «جي جي يا» يعتبر في الصف الأول من بين ممارسي هذه النوعية الموسيقية يحرص على الإجتهاد خاصة على مستوى تركيب الموسيقى وتقنيات تصوير أغانيه التي يستقيها من الظواهر الإجتماعية المتفشية في مختلف القضايا وبمزيد التعمق في كتابة ما يغنيه وحسن اختيار من يكتب له قادر على بلوغ درجات متطورة في هذا الفن.